بخلاف لغة التهدئة التي انتهجتها قناة otv، عشية إحتجاجات مناصري «حركة أمل» في الشارع، وبخلاف أيضاً البيان التاريخي الذي أصدره رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، حول أزمة تسريب فيديو لوزير الخارجية جبران باسيل، معيداً التأكيد على «ضرورة الإرتقاء الى مستوى المسؤولية لمواجهة التحديات الكثيرة» (..) و«المحافظة على الإستقرار والأمن والوحدة الوطنية»، إضافة الى وجوب «أن يتسامح الذين أساؤوا الى بعضهم البعض»... كل هذه الأجواء التهدوية، لم تنسحب كما يبدو على القناة البرتقالية.

إذ خرجت أمس بمقدمة أخبار نارية، تنضح منها سمات التحدي، وإستحضار لخطاب حربي مرّ عليه الزمن، سيّما في العبارة الشهيرة التي حورتها otv، لتصير على الشكل الآتي: «طريق القدس تمرّ من سن الفيل».
المقدمة وصفت من تجمهروا إحتجاجاً بـ «الموتورين»، «الحاقدين» و«المخربين»، وما حصل بالأمس بـ «غزوة 29 كانون». وحاولت الفصل بين التاريخ المقاوم لشخصيات وطنية، وبين هؤلاء المحتجين، مؤكدة على «تفاهم مار مخايل»، وداعية «محرر القدس» الى أن «يقرأ تاريخنا».
وإستناداً لما يحدث في كواليس السياسة، التي تشتعل حيناً، وتخمد حيناً آخر حول طبخة تسوية معينة، أو قرار بالتصعيد، تبقى الشاشات منبراً أساسياً في المعركة الحالية، عبر تراشق الإتهامات، وحتى إسترجاع خطاب مرّ عليه الزمن، وينكأ الجراح مرة جديدة.

المصدر: الأخبار