مرة جديدة، تخرج لعبة السلم الأهلي عن قواعدها، ونكتشف، بعد الهزة، اننا لسنا سوى عابرين على كف العفريت، بل نحن، شخصيا، العفريت وكفه.
مرة جديدة، نتحول إلى متفرجين على مشهد يعيد نفسه بسيناريوهات مملة وان بإخراج جديد، ومستمعين لسمفونيات متكررة وان تجدد توزيعها.. مرة جديدة، نصاب بالذهول، الغريب، أمام قدرة البعض على استدراج الآخر نحو هاوية الاقتتال، وأمام قدرة الآخر ذاك على الانجرار نحو صوت الرصاص العقيم.. 
ومرة جديدة أيضا، يدخل العدو الإسرائيلي من ثغرة ويبث مرتزقته والمطبعين معه ليصير البعض، بلحظة، ذئاباً في غابة. هنا، تسقط أهمية من كان البادئ بالإساءة، ليصير السؤال المصيري: من المستفيد من بث السم، من تسريب السم، ومن إشعال السم في الطرقات.. وليكون السؤال البديهي التالي: من منا سيدفع الثمن اولا، وكيف سيكون طعم هذا الثمن على شفاه أطفالنا وفي أصواتنا يوم سنخبرهم ان الصهاينة الذين فروا أمام رصاصنا مهزومين، نجحوا في الهائنا بطعم تلقفناه بلا خجل، بلا تفكير وبلا حذر.. ويوم سنبوح لهم بحكايات كتبها رجال الشمس بدمهم في رد الوحش الإرهابي عن بيوتنا وشوارعنا، وكيف من قلب هزيمته، تفرج الوحش علينا فيما نغض الطرف عن كل المخاطر الحقيقية ونلهو بتشويه بعضنا ..
تناقلت كل وسائل التواصل صور خيبتنا.. السلاح الذي بلا وجهة الا صدورنا جميعا، خرج إلى العلن من بوابة داخلية.. في الوقت الذي تخوض فيه المقاومة، أعتى معاركها واقساها.
وفي الوقت الذي يتفنن الصهاينة بأساليب اجتياح بنيتنا وثقافتنا، وفي الوقت الذي يتبجح قادته في تهديدنا بشرا وحجر، وهو الممتلئ خوفا منا، نقوم بطمأنته اننا سنكون اول من يطعن بالمقاومة من باب الاقتتال الداخلي.. سواء علمنا ذلك أم لم نعلم.. سواء استوعبنا خطورة الحدث، ام لم نفعل.
حدث ما حدث، وتفرج من تفرج وشمت من شمت واستفاد من استفاد.. وفي أثناء ذلك كله، كان ولا يزال لنا ومنا شبان كطرابين الحبق تفوح في أرض الحرب الحقيقية وفي ساحة الصراع الحق استبسالا وشجاعة.. وكان ولا يزال لنا ومنا، شهداء، تزين ضحكاتهم حكايات قرانا، وتكتب الضاحية، الضاحية العزيزة ذاكرة خطواتهم كلما حل المساء.. 
حدث ما حدث، واصغينا بحزن ابكم كيف يعلو صوت الصهاينة وهم يتفرجون علينا  فيما بكل لهفة أبدى البعض جرأتهم على الخيانة بدرجة التطبيع، وكيف انجر البعض إلى البوح بالبغض، وكيف كاد  يسقط، بلحظة تخل، شقاء بناء سميناه فرحا وحدة الصف بمواجهة العدو. 
مرت على خير، عاصفة وانقضت، غيمة وعبرت.. ربما.. لكننا سنبقى محكومين بأمل جميل، أن يدرك الكل ان لا عدو إلا الصهاينة ومرتزقتهم من ارهابيين، ومطبعين.
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع