عُلم أنّ وساطةً قام بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم بين بعبدا وعين التينة انطلقَت الاثنين الماضي بعد تأزّمِ الوضع نتيجة "فيديو مِحمرش"، وكانت خريطة الطريق فيها التهدئة ولمُّ الشارع وصولاً إلى التواصل المباشر. وبلغَت هذه الجهود ذروتَها بعد ما شهدته بلدة الحدث مساء أمس الأوّل، حيث شعر الجميع بخطورة المرحلة التي وصَل إليها النزاع، ولمسَ ابراهيم لدى بعبدا وعين التينة نيّاتٍ طيّبة واقتناعاً بأنّ الاستقرار خط أحمر.
فكان المخرَج بأن يدعو رئيس الجمهورية ميشال عون رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قصر بعبدا، ثمّ يتّصل خلال اللقاء ببرّي ليقفَ خلاله عند خاطِره ويتّفق معه على لقاءٍ قريب. عِلماً أنّ أزمة بري ليست فقط مع عون إنّما مع الحريري أيضاً.
وعوّلت مصادر تابعَت الاتصالات على أن يتوصّلَ اللقاء الرئاسي الثلاثي المقرَّر إلى حلٍّ شامل يبدأ من أزمة مرسوم الأقدمية وما تلاه، وأوضَحت، لـ"الجمهورية"، إنّ "إعادة التواصل بين عون وبري لا علاقة لها بأزمةِ بري مع باسيل، علماً أنّ الأخير غادر أمس إلى أبيدجان لترؤسِ أعمالِ مؤتمر الطاقة الاغترابية"، الذي يَفتتح أعماله اليوم.
وقال ابراهيم: "مهمّتي اقتصَرت على تنفيس الاحتقان والتقريب بين الرئيسَين عون وبري وتأمينِ جِسر التواصل بينهما، في اعتبار أنّ كلّ الأمور تُحلّ تحت سقف التواصل المباشر، وأنّ فتح بابِ الحوار يَسمح بحلّ كلّ المسائل العالقة". وأملَ في أن تكون المرحلة الصعبة قد أصبحت وراءنا، فهناك مخاطر كبيرة تهدّد لبنان وتتطلّب الوحدةَ والتضامن".
وفي المعلومات أيضاً أنّ "حزب الله" لم يتدخّل في الوساطة الأخيرة، في اعتبار أنّه كان طرَفاً، وأبلغ المعنيين أنه إلى جانب بري في الموقف، ولا يمكن إلّا أن يكون طرفاً معه. وأعلن الحزب أنّ وفداً مشترَكاً منه ومن حركة "أمل" سيزور منطقة الحدث عند الحادية عشرة قبل ظهرِ اليوم "في إطار التأكيد على العيش المشترَك بين أبناء المنطقة الواحدة".
إلى ذلك، قالت مصادر مطّلعة إنّ "الخطوة التي أقدمَ عليها عون أمس شكّلت امتداداً لمضمون بيانه الإثنين الماضي الذي أعلنَ فيه الصَفح عن كلّ مَن أساء إليه وإلى أفراد عائلته، وتأسيساً للمرحلة المقبلة التي ستشهد تفاهماً على الخروج من المأزق الراهن".
وأضافت إنّ "الحريري الذي نَقل إلى بعبدا نتيجة مشاوراته، بالإضافة الى سلسلة المبادرات التي قام بها أصدقاء مشترَكون بين بعبدا وعين التينة، شجَّعت عون على هذه الخطوة معطوفةً على حصيلة جهود ابراهيم".