كلما ارتفعت نبرة الحرب من المستوى السياسي في "إسرائيل"، زادت التحذيرات من المستوى الأمني والعسكري عن الرعب والخسائر الفادحة الذي ستخلفه هذه الحرب للجبهة الداخلية الغير مستعدة. وفي السياق، كتب القائد السابق لـ"لواء الأبحاث" في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) الجنرال إيلي بن مئير مقالا" في صحيفة "معاريف"، اعتبر من خلاله أن الاسم الأكثر ملاءمة للحرب القادمة على الجبهة الشمالية، هو "حرب الشمال الأولى"، وليس حرب لبنان الثالثة. وأشار بن مئير، إلى أن هذا يعني دخول إسرائيل بحالة استنزاف غير مسبوقة في حال اندلع القتال، مضيفا أن الحرب القادمة في حال نشوبها، لن تكون فقط في لبنان، وإنما على جبهات ثلاث، لأن التغير الذي طرأ على الجبهة الشمالية بات يعني أن جانبي الحدود الشمالية تحولا إلى ساحة واحدة، مما سيؤدي لاحقا إلى استنزاف الجيش الإسرائيلي. وبحسب الجنرال الإسرائيلي، في السنوات الأخيرة، قام حزب الله بتحسين قدراته العسكرية المباشرة، واليوم، ترسانة حزب الله تحتوي على مئات الطائرات بدون طيار وصواريخ أرض - جو متطورة، التي يمكن أن تهدد المجال الجوي "الإسرائيلي" ونشاط سلاح الجو، فضلا عن مئات الآلاف من الصواريخ والقذائف من مختلف الأنواع، والتي تم تطوير مستوى دقتها، وسيقوم حزب الله بإطلاق آلاف الصواريخ يوميا على إسرائيل وستكون دقيقة في هامش خطأ لا يتعدى عشرات الأمتار، والقوات البرية لحزب الله مستعدة للسيطرة على أراضي في إسرائيل، وتشير التقديرات إلى أن المستوطنات الإسرائيلية ستقع في الحرب المقبلة تحت سيطرة حزب الله. واعتبر الجنرال الإسرائيلي، أن المفردة المستخدمة من قبل كبار أركان المؤسسة العسكرية حول حرب لبنان الثالثة مصطلح مضلل وغير دقيق لأنه يعني الإستمرارية، حيث أن حرب لبنان الأولى وقعت أوائل الثمانينات، وبعد 25 عاما وقعت حرب لبنان الثانية في عام 2006 وكانت أكثر تعقيدا من الأولى من الناحية العسكرية، لذا فإن الحرب الثالثة ستكون أكثر شدة وقوة. واستدرك، أن الحرب الثالثة ستكون مختلفة تماما عن سابقتيها، نظرا للتغيرات التي طرأت على الشرق الأوسط، وحالة التعاظم التي يمر بها حزب الله في المرحلة الحالية، لاسيما بعد انخراطه الكبير في الحرب السورية. وفق بن مئير، في الحرب القادمة ستكون الجبهتان الشماليتان، في لبنان وسوريا، في حالة تواصل من الناحية الجغرافية، حيث أن هذا التواصل سيساهم في أن يمد أحدهما الآخر بالسلاح والمعدات على مدار الساعة، دون الحاجة إلى إمداد جوي أو بحري، كما كان في الحربين السابقتين". #الإعلام_الحربي_المركزي