تشخص أنظار القوى السياسيّة نحو اللقاء المرتقب غداً بين الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، بعد أجواء من التوتّر العالي خلفتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل وكلامه بحقّ رئيس المجلس النيابي. التهدئة وقعت منذ أن تلقّى برّي اتصال عون الأسبوع الماضي، وفيه جرى الاتفاق على اللقاء، إلّا أن هذه التهدئة لا يبدو أنها تشمل باسيل، الذي لا تزال حركة أمل حانقة عليه على خلفيّة الكلام المسيء بحقّ رئيسها، فيما «لم يرضَ» برّي بعد على الرئيس سعد الحريري.

فالكلام كثيرٌ حول رفض برّي حضور الحريري قمّة الرئيسين المرتقبة، وفي الوقت نفسه، يكثر الحديث عن أن عون سيسعى جاهداً لترتيب انضمام الحريري إلى اللقاء، بعد ترطيب الأجواء مع بري. إلّا أن رئيس المجلس، حين سألته «الأخبار» أمس عن إمكانية حضور رئيس الحكومة غداً، قال: «لا يوجد أي مؤشّر حتى الآن على احتمال حضور الحريري». ورأى برّي أمام زوّاره أن اللقاء مع عون «ستظهر على أساسه بوادر المرحلة المقبلة»، لكنّه أكّد استنتاجاته من الأحداث الأخيرة، معتبراً أن «ما حصل يشير إلى أن هناك من يحاول تخريب الوضع الأمني، وعلينا تفتيح عيوننا عشرة على عشرة»، مؤكّداً أن «الانتخابات حاصلة في موعدها»، علماً بأن أبواب الترشح إلى الانتخابات ستُفتح اليوم.

اهتمام رئيس المجلس ينصبّ على الاجتماع «الثلاثي» غير المباشر اليوم في الناقورة، بين ضبّاط العدوّ وضبّاط القوات الدوليّة والجيش اللبناني، الذي سيعيد فيه ممثّل لبنان الموقف الرسمي اللبناني بتأكيد التمسّك بالنقطة 23 البحرية، والحفاظ على حقّ لبنان في الدفاع عن ثروته النفطية ورفض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وادعاءاته بـ«ملكيّة» كيان العدوّ للبلوك 9 الجنوبي. كذلك من المنتظر أن يجتمع مجلس الدفاع الأعلى الأربعاء لمناقشة التهديدات الإسرائيلية.
بدوره، علّق وزير الشباب والرياضة محمد فنيش على المزاعم الإسرائيلية، معتبراً أن «حقنا في ثرواتنا ليس قابلاً للمساومة، وبالتالي وقّعنا الاتفاق مع الشركات النفطية للتنقيب في البلوك الرقم 9، وأي كلام أو تهويل إسرائيلي بهذا الخصوص، ينتمي إلى مرحلة ماضية وسابقة، ولا سيما أننا كلبنانيين أجمعنا على التصدي لهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا التهديد الإسرائيلي، والمقاومة جزء أساسي من هذا التصدي في موقفها السياسي وجاهزيتها دفاعاً عن حق لبنان في أي شيء له صلة بسيادتنا وحقوقنا». وبشأن الانتخابات، رأى فنيش أن «كل كلام يقال عن أن القانون الحالي للانتخابات يعطي حزب الله فرصة الإمساك بالمجلس النيابي، هو كلام تحريضي، لأن من يقرأ القانون جيداً وكيفية إدارة التحالفات وتطبيقاته وإدارة البلد، يعرف أنه ليس بإمكان أي جهة أن تسيطر وحدها»، مشيراً الى أن «بلدنا لا يمكن أن يحكم بجهة واحدة، سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية، فلبنان يحكم بالشراكة، وطبيعة نظامنا السياسي، على علّته وشوائبه، هو نظام توافقي تشاركي».
من جهته، أكّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن «لبنان لا ينتظر مجلس أمن ولا جامعة عربية ولا عاصفة حزم لحماية السيادة والثروة النفطية اللبنانية، والمقاومة تعرف كل واجباتها الوطنية بالتكامل بينها وبين الجيش اللبناني». وأضاف أنه «بمعادلة المقاومة، نستطيع حماية الثروة النفطية وانتزاع كامل حقوقنا من العدو الإسرائيلي وأن المقاومة تمتلك قدرة تفوق كثيراً عما كانت تمتلكه في 2006. وهذا ما يردع العدو». وأضاف أن «حزب الله بالتحالف مع حركة أمل لا يريد تحقيق أكثرية نيابية، وإنما حماية الخيارات الوطنية التي تحصّن الوطن وتبني دولة المؤسسات والشراكة الحقيقية. لكن السفارات الأجنبية الأميركية والسعودية والإماراتية ترفع فزاعة سيطرة حزب الله على الأكثرية النيابية من أجل تحريض اللبنانيين بعضهم على بعض».

شهيد من الجيش

أمنياً، نفّذ الجيش مساء امس عملية دهم في باب التبانة لتوقيف أحد المطلوبين البارزين المدعو هـ. ب. الذي كان يقاتل في صفوف تنظيم «داعش» في سوريا. وقد جوبه عناصر الدورية بالرصاص والقنابل اليدوية، ما أسفر عن سقوط شهيد للجيش وجرح آخرين. وجرى تطويق المكان من قبل قوة من الجيش لتوقيف مطلقي النار.

المصدر: الاخبار