ما حدث من اسقاط طائرة حربية إسرائيلية على الجبهة الشمالية يعتبر تطورا نوعيا وهاما, ويؤسس لمرحلة جديدة يتآكل فيها الردع الاسرائيلي وتتراجع الهيمنة والسطوة , وهو رسالة صغيرة جدا من حزب الله وايران الا تفكر اسرائيل بالتمادي في احلامها, وان تفوقها الجوي اضحى شيء من الماضي, مع تعزيز فرضية ان القوة لم تستخدم بحدها الاقصى ولدى الدفاعات الجوية قدرة اكبر لم تستخدم بعد.

كلمة السر اليوم امريكا فهي وحدها التي تقرر هل ستساند حليفتها لوضع لمسات اخيرة على ترتيبات المنطقة, واعتقد الامر اكثر تعقيدا من الدخول بمغامرة يمكن ان تتوسع لدرجة لا قبل لاحد بها, فإسرائيل وحدها لن تستطيع الدخول بمعارك ضد لبنان وسوريا في ظل هذا التطور النوعي, وفي الوقت نفسه الولايات المتحدة لديها حسابات اخرى أكثر تعقيدا من ان تقحم نفسها بوحل أزمات لا قعر له ولا فائدة منه وغير مضمون النتائج.

إسرائيل اليوم اضعف من مواجهة حزب الله, وامريكا اعقد من دخول حرب متدحرجة دون استعداد مسبق.

لهذا اسقاط الطائرة دشن معادلة اشتباك جديدة  على الجبهة الشمالية, فيها لا امن ولا مأمن لسلاح الجو الإسرائيلي من الاستهداف والاسقاط والتدمير ومن المعروف ان التفوق الأبرز للعدو يتمحور في سلاح الجو,  اليوم قد تتحول نقاط القوة لضعف.

بعداستهداف ااطائرة الإسرائيلية أثبتت إيران مرة أخرى أنها قوة إقليمية تستحق الاحترام، وقادرة على استثمار المساحات بدقة ومهارة دولة طامحة، ويبدو أنها محترفة بصياغة معادلاتها محكمة، وأضحت إسرائيل اليوم تضرب أخماسا بأسداس.

وليس عيبا ان نراجع سياساتنا كعرب ونبدأ بدراسة كسب إيران وفتح صفحة جديدة معها، ووقف نزيف الصراع العبثي الذي ينفخ به الاسرائيلي ويدعمه البيت الأبيض وندفع نحن ثمنه من دماء امتنا وابنائنا، وقد سبقت تركيا ترتيب العلاقة وتعزيزها واعادة صياغتها وفق المعطيات الجديدة بعيد محاولة الانقلاب الفاشل.

فهناك عدو مشترك وواضح وبين اسمه إسرائيل يمكن ان نتوحد جميعا ضده ونهزمه.

كتائب القسام لم تكن بعيدا عن الحدث وكانت استجابتها سريعة في تعزيز موقف مقاوم يحسب لها,  فلقد أعلنت رفع درجة الاستنفار في صفوفها لحماية شعبنا والرد على أي عدوان صهيوني، نظرا للأحداث التي يشهدها شمال فلسطين، ويقرأ  هذا على أنه استعداد كامل لاي معركة قادمة، وأنه في حال تم العدوان على سوريا وشعبها او لبنان ومقاومته فكتائب القسام ستكون مع حلفائها ولن تترك الاحتلال يستفرد بشعوبنا العربية.

وهذا الاعلان تطور نوعي من المقاومة الفلسطينية وارتباط وثيق مع حلفاء يمكن ان يوحدهم العداء لإسرائيل، وفيه ضرب لنظرية الاحتلال في الاستفراد بقوى المقاومة والتعامل مع كل جبهة على حدى، وهذا الاعلان سيجعل الاحتلال يفكر ألف مرة قبل شن عدوان على لبنان أو سوريا.

بقلم: ابراهيم المدهون

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع