استبق الوزير السابق أشرف ريفي، إحياء تيار المستقبل لذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري، رافعاً لافتات وصوراً في شوارع طرابلس، للرئيس الراحل رفيق الحريري في الذكرى السنوية الـ13 لاغتياله، تحمل عبارة «وحياة يلي راحوا مكمّلين». هذا «التسابق» أتى مؤشراً إضافياً على ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من تنافس بين الطرفين، قبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات النيابية المرتقبة في 6 أيار المقبل.
فما إن رفع أنصار ريفي صوراً ولافتات ضخمة في عاصمة الشمال بالمناسبة، حتى ساد شعور في أوساط تيار المستقبل في المدينة أن ريفي «يحاول أن يسرق الذكرى منّا ويجيّرها لنفسه سياسياً، وأن يستغلها انتخابياً»، وفق ما وصفت لـ«الأخبار» مصادر في منسقية التيار الأزرق في طرابلس.
ودفع ذلك مناصرين للتيار، من الذين هالهم أن يروا ريفي يسحب السجادة من تحت أرجلهم، إلى تنظيم مسيرة بالسيارات رفعوا فيها صور الحريري ونجله رئيس الحكومة سعد الحريري، أطلقوا فيها العنان لأبواقها، قبل أن يخرجوا عن طورهم ويستخدموا الألعاب النارية ويطلق بعضهم الرصاص من أسلحة حربية فردية في الهواء، ما سبّب هلعاً وخوفاً واستياءً كبيراً في المدينة.
منسقية تيار المستقبل في المدينة لم ترفع صور الحريري وشعارات بالمناسبة، بخلاف ما جرت العادة كل سنة. وقد اقتصر ذلك على صور ولافتات قليلة موقعة باسم أشخاص من مناصري التيار، وأوضحت مصادر المنسقية الزرقاء في طرابلس أن «الاستعدادات كانت جارية بهدوء لإحياء الذكرى، في الساعات الـ48 التي تسبق الذكرى، وأن نقيم حواجز محبة نوزع فيها منشورات بالمناسبة»، معتبرة أن استباق ريفي لهم هو «استغلال رخيص وشعبوي يحاول من خلاله تصوير نفسه على أنه حامل قضية الرئيس الشهيد».
لكن إطلاق الرصاص في الهواء في مسيرة مناصري التيار الأزرق في محلة الزاهرية التي انتشرت صورها وأشرطة الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، جعل المنسقية محرجة أمام الرأي العام في المدينة، ودفعها إلى تبرير ما حصل بأنه «عفوي»، لافتة إلى أن تيار المستقبل «إذ يعلن رفضه المطلق لما حصل، يدعو مناصريه إلى التزام القانون والابتعاد عن هذه المظاهر التي لا تمثل ثقافة التيار خلال أي احتفال أو مسيرة». وزاد على كلام المنسقية طلب النائب سمير الجسر من مناصريه إزالة صور له رُفعت في أماكن عامة، ما أثار استياءً إضافياً لأنه يُعَدّ تجاوزاً لقرار بلدية المدينة، الذي أيّده تيار المستقبل، القاضي بمنع رفع صور وشعارات سياسية في الأماكن العامة.
غير أن مصادر مقربة من ريفي أشارت إلى أن تيّار المستقبل «حاول قدر المستطاع أن يحشد جمهوراً بالمناسبة». واستغربت مصادر ريفي إطلاق النار في الهواء، مطالبة القوى الأمنية «التي لم تحرّك ساكناً، بملاحقة مطلقي النّار فوراً وتسليمهم للقضاء المختص». وأضافت: «لو كان مطلق النّار مناصراً أو مقرّباً من ريفي لتحرّكت بسرعة فائقة لإلقاء القبض عليه، وهذا ما يؤكّد اتّباع الأجهزة الأمنية لسياسة الكيل بمكيالين».