بإعلان حزب الله وحركة أمل أسماء مرشَّحيهما، اكتملت أمس أولى اللوائح الانتخابية في دائرة الجنوب الثانية، ولائحة الجنوب الثالثة بانتظار إعلان الحزب القومي ترشيح النائب أسعد حردان، فيما سيتريّث تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ في إعلان أسماء جميع مرشَّحيهما. وبذلك تكون فد انطلقت فعليّاً التحضيرات الجديّة للانتخابات النيابية المقبلة

حفلت بداية الأسبوع بانطلاقة فعليّة للسّباق الانتخابي، مع إعلان حزب الله وحركة أمل أسماء مرشحيهما في مختلف الدوائر، وتسارع وتيرة اللقاءات والاجتماعات الثنائية والثلاثية بين مختلف القوى السياسيّة.

وقطع أمس ثنائي حركة أمل وحزب الله المرحلة الأولى من الإعداد لاستحقاق الانتخابات النيابية المقبلة، بإعلان أسماء مرشَّحي التنظيمين في دوائر بيروت والبقاع والجنوب وبعبدا وجبيل. ويمكن القول إن الثنائي حسم أسماء «النواب الشيعة»، بتسمية 26 مرشَّحاً من أصل 27، أي 13 مرشَّحاً شيعيَّاً لكل من حزب الله وحركة أمل (والنوّاب قاسم هاشم وأنور الخليل وميشال موسى)، وترك المقعد الـ 27 للمدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد، الذي تبلّغ أخيراً تبني قوى 8 آذار ترشيحه في دائرة البقاع الثالثة.
وبدا واضحاً تأكيد الرئيس نبيه برّي والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، خلال إطلالتيهما أمس، ترك الثنائي هامشاً للحركة الانتخابية خلال المرحلة المقبلة، وتحديداً للتحالفات الانتخابية مع الحلفاء وانتظار المشاورات والنقاشات الدائرة بقوّة مع بعض الحلفاء ومع التيار الوطني الحرّ، لتحديد المصلحة في التحالف في دوائر معينة.
رئيس المجلس النيابي أعلن برنامج كتلة التنمية والتحرير الانتخابي أوّلاً، ثم غاص في أسماء مرشّحيه، فيما فضّل نصرالله إعلان أسماء المرشّحين وترك إعلان البرنامج الانتخابي لإطلالات لاحقة. وبذلك يكون الثنائي بتحديد أسماء المرشّحين، قد قطع الطريق أمام الأخذ والردّ الحاصلَين في الدوائر لناحية تثبيت أسماء مرشَّحين من المتوقّع أن تصل غالبيتهم إلى المجلس النيابي، ثمّ وضع الحجر الأساس بحسم الترشيحات للانطلاق برسم شكل اللوائح الانتخابية التي ستضمّ أمل وحزب الله وحلفاءهما.
ويمكن القول أيضاً، إن لائحة الثنائي في الجنوب الثانية، أي الزهراني ــ صور، قد تشكّلت لتكون اللائحة الأولى في لبنان التي تُحسَم أسماء مرشَّحيها بالكامل، فيما باتت لائحة الجنوب الثالثة لتحالف أمل ــ حزب الله شبه كاملة أيضاً، مع تسمية غالبية المرشّحين عدا عن مرشّح المقعد الأرثوذوكسي رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، الذي يعدّ ترشيحه محسوماً أيضاً، بانتظار إعلان القومي أسماء مرشّحيه رسمياً. ولم يعلن نصرالله وبري أسماء السيد والمرشحين غير الشيعة في بعلبك ــ الهرمل، كذلك لم يعلن بري أسماء حلفائه من خارج كتلة التنمية والتحرير، مثل المرشَّح إبراهيم عازار في دائرة الجنوب الأولى (صيدا ـ جزين).
وحدّد بري نقاط برنامج كتلة التنمية والتحرير الانتخابي، وأعلن إدخال تعديلات على مرشَّحي أمل، مستبدلاً بالنائب هاني قبيسي في بيروت (نُقل ترشيحه إلى النبطية مكان النائب عبد اللطيف الزين) المرشح محمد خواجة، وأعلن ترشيح الوزيرة عناية عز الدين مكان النائب عبد المجيد صالح.

وبذلك تكون ترشيحات أمل على النحو الآتي:
ــ في دائرة الجنوب الثانية (الزهراني ــ صور): نبيه بري، علي خريس، عناية عز الدين، علي عسيران، ميشال موسى.
ــ في دائرة الجنوب الثالثة (حاصبيا ـ مرجعيون ـ بنت جبيل ـ النبطية): أيوب حميد، علي بزي، ياسين جابر، هاني قبيسي، علي خليل، قاسم هاشم، أنور الخليل.
ــ في دائرة البقاع الثانية (راشيا ـ البقاع الغربي): محمد نصرالله.
ــ في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك ـ الهرمل): غازي زعيتر.
ــ دائرة بيروت الثانية: محمد خواجة.
ــ دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا): فادي علامة.
من جهته، شدّد نصرالله على أن الحزب سعى لتقديم أسماء جديدة، والدخول في تجربة فصل النيابة عن الوزارة. وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن «جيوشاً إلكترونية عملت وتعمل على تشويه سمعة المقاومة، وهذه الجيوش سوف تنطلق بعملها من جديد، وهي ممولة ومدعومة من دول خارجية».
وسمّى نصرالله أسماء المرشَّحين، وفق الآتي:
ــ دائرة البقاع الأولى (زحلة): أنور حسين جمعة.
ــ دائرة البقاع الثالثة (بعلبك ــ الهرمل): حسين الحاج حسن، علي المقداد، إبراهيم علي الموسوي (بدلاً من النائب حسين الموسوي)، إيهاب عروة حمادة (محل النائب نوار الساحلي).
ــ دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا): علي عمار.
ــ دائرة جبيل ــ كسروان: حسين محمد زعيتر.
ــ دائرة بيروت الثانية: أمين شري.
ــ دائرة الجنوب الثالثة (النبطية ــ بنت جبيل ــ مرجعيون ــ حاصبيا): محمد رعد، حسن فضل الله، علي فياض.
ــ دائرة الجنوب الثانية (صور ــ الزهراني): نواف الموسوي، حسين سعيد جشي (مكان النائب والوزير محمد فنيش).
ولا تزال القوى الكبيرة الأخرى، ولا سيّما تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، بعيدة عن حسم أسماء المرشَّحين، في ظلّ عدم حسم التحالفات والغوص في ورشة الحسابات والأرقام، إلّا أن مساعي الفرقاء تتواصل. إذ سُجلت أمس سلسلة لقاءات، أبرزها بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل، وبين التيار الوطني الحر والنائب ميشال المرّ بحضور حزب الطاشناق ورعايته، الذي عمل في الفترة الماضية على ترطيب الأجواء بين الفريقين بعد التباعد. وعلمت «الأخبار» أن الاجتماع بين الوطني الحر والمستقبل، كان اجتماعاً تقنياً بحتاً، حضره خبراء من الطرفين، واستمر حتى ساعات متأخرة من ليل أمس، بهدف الوقوف عند الأرقام الدقيقة والبحث في دوافع التحالف الانتخابي من عدمه في مختلف الدوائر بما يراعي مصلحة الفوز لدى الفريقين. وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً مماثلاً سيعقد اليوم بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية، بهدف دراسة الأرقام وجدوى التحالفات من عدمها. وتخرج أجواء متناقضة من داخل التيار الوطني حيال العلاقة مع القوات. إذ أكدت مصادر عونية بارزة أن «العلاقة سيئة جداً، وإمكانية التحالف باتت ضعيفة، خصوصاً بعد الأجواء التي انعكست في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، واعتبار القوات أنهم جرى استثناؤهم من التوافق حيال التعيينات»، وأن «احتمال التحالف مع النائب وليد جنبلاط أكبر بكثير من احتمال التحالف مع القوات»، فيما تقول مصادر عونية أخرى إن «إمكانية التحالف مع القوات واردة في أكثر من دائرة، ولا سيّما في الشوف وعاليه». وعلّقت مصادر متابعة في التيار الوطني الحرّ على ما يُحكى عن توصّل المفاوضات بين الحزب الاشتراكي والتيار الوطني إلى مراحل متقدّمة، بالقول إن «شيئاً لم يحسم بعد، ولم يطرأ أي تطوّر على المفاوضات». ويسود التخبّط في أوساط حلفاء حزب الله وحركة أمل في جبل لبنان الجنوبي، بانتظار حسم التحالفات الكبيرة، فيما التقى الوزير طلال أرسلان أمس مع الوزير جبران باسيل. والتقى باسيل أمس رئيس حركة الاستقلال ميشال معوّض، في رسالة واضحة إلى غريمهما في زغرتا ودائرة الشمال الثالثة النائب سليمان فرنجية. كذلك استقبل أرسلان وفداً من المكتب السياسي في الحزب القومي برئاسة العميد كمال النابلسي، وجرى الاتفاق على ضرورة التحالف، على أن يجري العمل على الأسماء في الأيام المقبلة.
وتعمل اللجنة الانتخابية التي شكّلها التيار الوطني الحرّ على مواصلة لقاءاتها مع القوى السياسية، والتقت أمس المرّ وابنته ميرنا المرّ، بحضور ورعاية رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ووزير السياحة أفيديس كيدانيان. وحضر عن التيار الوزير السابق الياس بو صعب والقيادي إدي معلوف، فيما غاب النائب إبراهيم كنعان. وأكّد المجتمعون أنه لا «فيتو» عوني على المرّ. وأكّدت مصادر المجتمعين أن «اجتماع اليوم (أمس) أتى استكمالاً للقاءات التي عقدها التيار بعيداً من الإعلام، مع كل من القومي والطاشناق والقوات»، مشيرةً إلى أن «لا لقاءات مع الكتائب، ويبدو احتمال التحالف شبه مستحيل بين التيار والكتائب في المتن». وأشارت المصادر إلى أن أولويات التحالف في المتن بالنسبة إلى التيار، هي بالترتيب: أولوية للطاشناق والقومي، ثم المر، ثم المستقلين، ثم القوات، و«شبه استحالة للتحالف مع الكتائب».

المصدر: جريدة الأخبار