ليس المطلوب من جميع الناس معرفة سعر ربطة الخبز. فقد يجلبها المواطن مع أغراض أخرى ويدفع ثمن مشترياته دون تدقيق في سعر كل سلعة. وقد تكون ربة البيت هي التي تشتري أغراض المنزل فلا يعرف زوجها قيمة كل غرض.
وقد يكون رب البيت أحد المسؤولين أو أحد الأغنياء من الذين لديهم من الموظفين مَن يتولى مهمة جلب الأغراض والمواد الغذائية. لكن أن يجهل رئيس حكومة بلد ما سعر ربطة الخبز، وبالذات ربطة الخبز، مع ما ترمز إليه كمادة أساسية لكل المواطنين، الذين إذا اشتكى أحدهم من الفقر قال: لا أملك حتى ثمن ربطة خبز، للدلالة على ما وصل إليه من الفقر والحاجة، فنحن هنا أمام مشكلة كبيرة في مدى اطلاع المسؤول على وضع مواطنيه.
مشكلة كبيرة على الأقل في بلد يحترم مواطنيه وتحترم فيه الحكومة نفسها، وتحمل هم مواطنيها. ليس المطلوب من رئيس الحكومة أن يتنكر بثياب عادية ويتجول في الأسواق ليطلع على حال البلاد والعباد، على نهج من مضى من الحكام، فقد أغنته وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن هذا الجهد في التنقل وإضاعة وقته الثمين.
من المعيب على مسؤول رفيع في البلد أن لا يعرف سعر ربطة الخبز، في حين يدعي حمله مسؤولية المواطنين، ولعله لا يعلم أيضاً موضوع اهراءات القمح الذي يصنع منه هذا الخبز، والفئران والحشرات التي تتنزه في هذه الأمكنة.
لا بأس، فقد ضحك الناس على فيديو رئيس الحكومة، بعضهم سخرية من موقفه، وبعضهم فرحاً ببساطته وطيبة قلبه، وآخرون ضحكوا لأن بعض الضحك بكاء. سيطول ضحكنا في هذه المزرعة المسماة لبنان، وسيطول وجعنا، بانتظار أن نصبح دولة تفرض على رئيس حكومتها الاستقالة لأنه جهل سعر ربطة الخبز.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع