تعيش دائرة بعلبك الهرمل حالاً من الركود الانتخابي، خرَقه أمس إعلانُ «حزب الله» وحلفاؤه لائحة الأمل والوفاء من قلعة بعلبك، وسبَقه تصريح الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله قبل أيام، الذي اعتبَر فيه المرشّحين من خارج الحزب وحلفائه مدعومين من «داعش»

لا تزال لوائح المعارضة في بعلبك الهرمل، على اختلافها، تعيش مخاضَ ولادةٍ متعثّرة، فيما مهلُ الانسحابِ وتأليف اللوائح بدأت تضيق، فتيّار «المستقبل» و«القوات اللبنانية» اللذان سبق وتمّ التفاهم بينهما على خوض المعركة الانتخابية جنباً إلى جنب، وكان يعوَّل على هذا الاتفاق مع شخصيات شيعية أخرى بإحداث خرقٍ في أكثر من مقعد، يبدو أنّ تأثُّر التحالفِ بينهما على صعيد أكثر من دائرة في لبنان سينعكس سلباً على التحالف المنجَز مسبقاً، وهنا تشير مصادر الى أنّ التحالف سيُبتّ مع بداية الأسبوع المقبل، وعليه يبني الطرفان رسمَ خارطة المعركة المقبلة.

بدوره، لا يزال الرئيس حسين الحسيني يُجري مباحثات مع عدد من المرشحين تخطّى عددُهم العشرين مرشحاً التقى بهم في أوتيل بالميرا الأسبوع الماضي بهدفِ توحيد الجهود وتقديمِ التنازلات والانسحابات لصالح عددٍ منهم لخوض غمار المعركة بقوّة أكثر.

وفيما بات الأمر بعهدةِ الحسيني الذي سيكمِل المعركة، بحسب مصادر مقرّبة ولن يتراجع، تتعثّر ولادة اللائحة التي يريد إنجازَها بسبب كثرةِ الطامحين إلى الندوة البرلمانية وعدم التنازل لِما فيه مصلحة يمكن أن تتحقّق عبر قلّة عددِ اللوائح التي ستأخذ من طريق بعضِها البعض أصواتاً ستُبقي عدداً منها دون الحاصل الانتخابي.

إلى ذلك، يشرف الوزير فايز شكر على وضعِ اللمسات الأخيرة على تركيبة لائحة أصبَحت شِبه منتهية، يخوض عددٌ من أفرادها المعركة تحت شعار المقاومة، وهنا يسأل البعض عن مدى تأثير تلك الشعارات في حصدِ أصواتٍ من أمام لائحة الأمل والوفاء أو من أمام المعارضة. كذلك يتحضّر عدد من المرشّحين المستقلّين لتشكيل لائحة ستكون على الأرجح غيرَ مكتملة.

ثلاث لوائح وربّما أكثر ستخوض المعركة في وجه لائحة «حزب الله» وحلفائه، وهو أمر يرتاح إليه الحزب حتى الآن، وهو الذي يسعى إلى رفعِ نسبةِ الاقتراع ومعه الحاصل الانتخابي ما يَحرم عدداً من اللوائح المعارضة فرصة الوصولِ إلى عتبة الحاصل. لكنّ الرهان يبقى على تفاهمِ «المستقبل» و«القوات» أوّلاً بالتفاهم مع عدد من الشخصيات الشيعية المستقلة لتحقيق الخرقِ الذي قال عنه الحزب يوماً إنّه سيكون في مقعدين أو ثلاثة.

وأمس أعلنَ وزير الصناعة حسين الحاج حسن من قلعة بعلبك الأثرية لائحة الأمل والوفاء في دائرة البقاع الثالث دائرة بعلبك الهرمل، والتي تضمّ، إلى جانبه، وزيرَ الزراعة غازي زعيتر، النائب علي المقداد، اللواء جميل أمين السيّد، إبراهيم الموسوي وإيهاب حمادة عن المقاعد الستّة الشيعية، النائب الوليد سكّرية ويونس الرفاعي عن المقعدين السنّيين، النائب إميل رحمة عن المقعد الماروني، والوزير السابق ألبير منصور عن المقعد الكاثوليكي.

وأشار الحاج حسن الى أنّ «محافظة بعلبك الهرمل شهدت إنجازات كبيرة وتحسّناً ملموساً على مستوى البنية التحتية، فبالإضافة الى ما أنفِق في السنوات الممتدة من عام 1992 حتى 2009، تمّ إنفاق 870 مليون دولار على مشاريع متنوّعة بين عام 2009 وعام 2017، أهمّها شَقُّ وتعبيد اوتوستراد وطرقات، ومياه شَفة، ومشاريع صرف صحّي وكهرباء واتصالات ومدارس وجامعات ومهنيات ومستشفيات ومراكز خدمات صحية واجتماعية ورياضية وثقافية، إضافةً إلى إنجاز البنية الادارية للمحافظة بنسبة 90 في المئة من دوائرها».

إلّا أنه أضاف أنّ « منطقتنا لا تزال تعاني على المستوى الاقتصادي من الغياب شِبه التام لسياسات الدولة التنموية في مجالات الزراعة والصناعة والسياحة وعلى مستوى البلد ككلّ، وعلى مستوى منطقتِنا بشكل خاص».

واعتبر أنّ «إصدار قانون للعفو العام كان ولا يزال وسيبقى مطلباً أساسياً من المطالب التي تابَعها وسيتابعها تكتّلنا».

المصدر: عيسى يحيى – الجمهورية