بالتزامن مع إعلان التيار الوطني الحر أسماء مرشحيه للانتخابات النيابية في كل الدوائر، كان الرئيس ميشال عون يستقبل في القصر الجمهوري هيئة التيار في قضاء جزين ويطلع منها على مسار المفاوضات في دائرة صيدا ــ جزين. الأجواء التفاؤلية التي بثها العونيون أمام «الجنرال»، بلغت حد تعهدهم بتحقيق نتائج مماثلة للفوز الكبير الذي تحقق في انتخابات 2009
في سابقة لا مثيل لها، قررت قيادة التيار الوطني الحر أن يكون لها مرشحان عن المقعد الكاثوليكي في جزين: جاد صوايا وسليم الخوري، بينما رشحت عن المقعدين المارونيين زياد أسود وأمل أبو زيد. مصادر الماكينة العونية بررت ترشيح كاثوليكيين بالقول إن السبب هو اقتراب الموعد النهائي لمهلة إعلان اللوائح، من دون أن يتمكن التيار من حسم تحالفاته ضمن هذه الدائرة. التيار (غير) الحر في مقاربة المقعد الكاثوليكي، محكوم بمعادلات عدة.
التحالف مع تيار المستقبل، سيفرض على العونيين التنازل عن المقعد الكاثوليكي لمصلحة مرشح النائبة بهية الحريري الكاثوليكي (وليد مزهر)، وخصوصاً أن نائبة صيدا لا تزال تصر على تسمية الكاثوليكي للتعويض عن المقعد السني الثاني الذي تبدو خسارته محتمة لمصلحة أسامة سعد.
سبب آخر للتردد العوني تجاه المقعد الكاثوليكي، هو ما صرح به رئيس الماكينة الانتخابية نسيب حاتم في وقت سابق من أن التيار سيصب اهتمامه في معركة جزين على المرشحين المارونيين لأنهما قويان، في مقابل المرشحين الكاثوليكيين الأقل نفوذاً انتخابياً.
السبب الثالث هو عدم استبعاد «الخيار الأخير» الذي يستند إلى فرضية فشل التحالف بين التيارين البرتقالي والأزرق، وبالتالي يخوض التيار الحر الانتخابات بلائحة مستقلة، وهذا هو السبب الكامن وراء ترشيح عبدالله بعاصيري عن أحد المقعدين السنيين في صيدا، علماً بأن الأخير ينتسب إلى التيار الحر وزوجته من بلدة العدوسية المسيحية (قضاء الزهراني) ويعمل محاسباً في أحد مستشفيات صيدا.
إلا أن احتمال المعركة المنفردة، لم يكن السبب الوحيد لترشيح صوايا والخوري معاً واللذين سوف يسقط اسم أحدهما حكماً بعد أسبوع من الآن. هنا، يلمح قيادي عوني إلى أن تسميتهما من قبل التيار الحر «تقطع الطريق على احتمال ترشح أحدهما مع قوى أخرى ضد المرشح العوني».
لا يقتصر الأمر عند العونيين على انتظار مفاوضاتهم مع المستقبل. خيار التحالف مع عبد الرحمن البزري والجماعة الإسلامية لا يزال موجوداً على الطاولة، يقول قيادي عوني، وخصوصاً أن التحالف مع تيار المستقبل يقضي بتنازل الطرفين عن شروطهما السابقة (الحريري فضلت عدم ترشيح أسود، والعونيون أصرّوا على تسمية الكاثوليكي)، لكن المؤكد، يضيف القيادي العوني، أن «لا تحالف بيننا وبين حزبي القوات اللبنانية والكتائب».
ماذا عن القوى الأخرى؟
حتى الآن، ضمنت القوات اللبنانية نواة لائحة مؤلفة من مرشحها الكاثوليكي عجاج حداد ومرشحها السني سمير البزري ابن شقيقة رجل الأعمال مرعي أبو مرعي. لجأت القوات إلى ترشيح هذا الثنائي بعد فشل مفاوضاتها مع القوى الصيداوية، فالجماعة الإسلامية والحريري رفضا العرض القواتي تحسباً للاستفزاز الذي تسببه القوات للجمهور الصيداوي.
وبرغم أن حزب الكتائب رشح جوزف نهرا عن المقعد الماروني، وريمون نمور عن المقعد الكاثوليكي في جزين، إلا أنها لم تحجز مكاناً في نادي اللاعبين الكبار. ويقول نهرا لـ«الأخبار»: «نحن كقوة معارضة، نرفض التحالف مع قوى السلطة ونختار التحالف مع الشخصيات المستقلة وهيئات المجتمع المدني والأحزاب من خارج السلطة». من هنا، تواصلت الكتائب مع المرشحين: صلاح جبران وعبد الرحمن البزري وأمين إدمون رزق والجماعة الإسلامية (بسام حمود). وهل تشمل معايير الكتائب حزب القوات؟
تلك المعايير «قد لا تشمل القوات. إذا تواصلوا معنا لتشكيل لائحة، فنحن جاهزون. ولكل حادث حديث» يقول نهرا، مرجحاً ألا تكون اللائحة التي تعمل عليها الكتائب مكتملة، لكنه أكد أن أحد المقعدين السنيين الصيداويين صار محسوماً.
على صعيد متصل، أرجأ المرشح الماروني أمين إدمون رزق مؤتمره الصحافي الذي كان مقرراً غداً لإعلان توجهاته الانتخابية، وسط ترجيحات بأن ينضم للائحة القوات والكتائب. أما المرشح الثاني من العائلة، الماروني إيلي رزق، فقد رجحت المعطيات ضمه للائحة «المستقبل» في حال قرر التيار الأزرق خوض المعركة بمفرده.