لم يبقَ أمام القوى السياسية إلا أسبوع واحد لحسم التحالفات الانتخابية وإعلان اللوائح التي ستُخاض على أساسها الانتخابات في 6 أيار المقبل. رغم ذلك، تصطدم مفاوضات غالبية القوى السياسية بشروط تصعّب التوصل إلى اتفاقات في عدد من الدوائر

بقدر التخبّط الحاصل على جبهة تيار المستقبل والقوات اللبنانية من جهة، والتيار الوطني الحرّ و«المستقبل» من جهة أخرى، لا يزال فريق 8 آذار يصطدم بعراقيل من قبل أطراف تناور من أجل تحصيل مكاسب «ليست من حقها»، بحسب مصادر رفيعة المستوى في الفريق. وهذا الأمر بدأ يُشعر الثنائي حركة أمل وحزب الله بالضغط قبل أقل من أسبوع على موعد إقفال اللوائح الانتخابية، وقبل يومين على انتهاء مهلة العودة عن الترشّح، ما يضطرهما إلى التدخل للحدّ من «طموحات» بعض حلفائهما. فقد علمت «الأخبار» أن «مسؤولين في حزب الله انضموا أمس إلى اللقاء الذي جمع الوزير جبران باسيل والوزير طلال أرسلان أمس بهدف الضغط على الأخير لتشكيل لائحة إلى جانب التيار الوطني الحر والوزير السابق وئام وهّاب». لكن أرسلان «ما زال متمسّكاً بموقفه الرافض تشارك اللائحة مع وهاب»، لا بل إنه «لمّح إلى تراجعه عن خيار الانضمام إلى لائحة حزب الله ــ أمل ــ التيار الوطني الحر في بعبدا بعدما حكي عن ترشيحه سهيل الأعور لهذه الغاية». ولفتت مصادر 8 آذار إلى أن الحديث عن انضمام أرسلان إلى لائحة بعبدا لم يصل إلى مستوى اتفاق، رغم أنه «بديهيّ، في ظل عدم التحالف مع النائب وليد جنبلاط».

لا تمانع السعودية تحالفاً بين ريفي والجماعة الإسلامية

وقالت إن «أرسلان عاد للمُطالبة بالمقعد الدرزي في بيروت، وطلب من حزب الله تبنّي مرشّح أرسلاني عن هذا المقعد على لائحته، لكن رئيس مجلس النواب رفض ذلك قطعاً، مؤكداً أنه التزم مع جنبلاط ترك هذا المقعد شاغراً وأنه لن يتراجع عن التزامه». وفي المعلومات أن برّي أبلغ أرسلان عبر المعنيين رفضه «لكن أرسلان لا يريد التجاوب رغم عِلمه باستحالة فوز مرشحه، وبالتالي ما يفعله لا يثير سوى البلبلة». فيما كشفت مصادر اللقاء لـ«الأخبار» أن «أجواء الاجتماع كانت إيجابية جدّاً وخففت من حدة المواقف التي سبقته»، لافتة إلى أن «باسيل طرح صيغة للحلّ، بانتظار ردّ أرسلان الذي تعهّد بالإجابة في غضون 24 ساعة».

من جهة أخرى، نفت مصادر تيار المستقبل المعلومات التي جزمت أمس بإبرام التحالف الانتخابي في دائرة الشمال الثالثة (الكورة ــ البترون ــ بشرّي ــ زغرتا) بين الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل. ومن شأن اتفاق كهذا أن يؤثر سلباً في مرشّح القوات في البترون فادي سعد، ويقلل من حظوظ فوزه. وفي الوقت عينه، نفت المصادر نفسها أن تكون المفاوضات بين المستقبل والقوات قد حُسم أمر تحالفهما في دائرتي عكار وبعلبك – الهرمل، لافتة إلى أن اتفاقاً بين الطرفين (يشمل إلى الدائرتين المذكورتين الجنوب الثالثة وصيدا ــ جزين والبقاع الغربي) لا يزال بحاجة إلى المزيد من الوقت لإقراره أو إعلان فشله. وما هو محسوم على خطّي معراب ــ وادي أبو جميل و«المستقبل» ــ «الوطني الحر»، هو تحالف التيارَين في مقابل تحالف القوات ــ الكتائب في كل من زحلة وبيروت الأولى.
بيروت الثانية... اللوائح إلى الضوء
في دائرة بيروت الثانية بدأ المشهد الانتخابي يكتمل. فبعد إعلان الحريري غير الرسمي للائحته في هذه الدائرة، وإعلان ائتلاف حركة والشعب والمرابطون وحملة «بدنا نحاسب» عن لائحته، انضمت لائحة رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي إلى مجموع اللوائح المكتملة والمعلنة. فقد أعلن مخزومي أمس لائحة «لبنان حرزان» برئاسته في دائرة بيروت الثانية، تضمّ كلاً من عصام برغوت، وسعد الدين خالد، ورنا شميطلي، والعميد المتقاعد معروف عيتاني، ومحمود كريدية عن المقاعد السنية، ويوسف محمد بيضون عن أحد المقعدين الشيعيين، وخليل إميل برومانا عن المقعد الأرثوذوكسي، وزينا كمال منذر عن المقعد الدرزي، ونديم قزحيا قسطا عن المقعد الإنجيلي.
ومن جهة أخرى، علمت «الأخبار» أن رئيس تحرير صحيفة اللواء صلاح سلام، أنجز لائحته في هذه الدائرة، وحسم الأسماء التي ستشاركه المعركة باستثناء مرشحين عن مقعدين سنيين والمرشح عن مقعد الروم الأرثوذوكس. وفي المعلومات، أن لائحة سلام ستضمّه إلى جانب كل من نبيل بدر وعبد الكريم عيتاني ومرشّح الجماعة الإسلامية عماد الحوت، بالإضافة إلى ابراهيم شمس الدين وسلوى الأمين (عن المقاعد الشيعية)، راغدة درغام (المقعد الدرزي) والعميد المتقاعدة دلال الرحباني (عن المقعد الإنجيلي). ومن المفترض أن يعلن سلام لائحته يوم غدٍ الأربعاء كحدّ أقصى، على أن يطلق الماكينة الانتخابية يوم الأحد المقبل.

أجواء اللقاء بين أرسلان وباسيل كانت «إيجابية جداً»


أما على جبهة فريق الثامن من آذار، فتشير المعلومات إلى أن المفاوضات لترشيح أسماء عن المقاعد السنية لا تجد سبيلاً إلى الحلّ. ففيما كان حزب الله قد أبلغ زهير الخطيب نية الثنائي ترشيحه على لائحة 8 آذار في بيروت عن أحد المقاعد السنية، وأكد أنه «يتمسّك به ويصرّ عليه»، فوجئ الخطيب صباح أمس «بتراجع الحزب عن قرار ترشيحه نتيجة عدم قدرته على إقناع جمعية المشاريع الإسلامية (الأحباش) بضمّه إلى اللائحة». فيما أشارت مصادر هذا الفريق إلى «التباس حصل في ما يتعلق بضم الخطيب إلى اللائحة»، مؤكدة أن «اعتراض الحلفاء عليه ليس سياسياً، بل له علاقة بحسابات انتخابية». وأشارت إلى أن «ضم مرشّح التيار الوطني الحرّ، إدغار طرابلسي هو خيار مرجّح، لكنه ليس محسوماً بعد، فيما استقرت الأسماء السنية على كل من عمر غندور ومحمد بعاصيري وعدنان طرابلسي».
كذلك عقد الوزير السابق أشرف ريفي أمس اجتماعاً لوضع اللمسات الأخيرة على لائحته في بيروت، التي ستضم كلاً من «زياد عيتاني (الصحافي لا الممثل المسرحي)، أكرم سنو، عامر إسكندراني، ياسين قضادو والمحامية صفية ظاظا»، بالإضافة إلى لينا حمدان عن المقعد الشيعي، على أن يحسم أمر المقعد الدرزي اليوم بين أنديرا الزهيري وزينة منصور. وكشفت مصادر ريفي لـ«الأخبار» عن «مفاوضات تحصل مع الجماعة الإسلامية، إذ يُمكن أن تنضم إلى لائحته بدلاً من لائحة سلام، وأن الاتفاق في حال تمّ سينسحب على مختلف الدوائر من بيروت إلى طرابلس وعكار والإقليم وصيدا، وهذه المفاوضات يفترض أن تحسم في الساعات المقبلة». وأكدت مصادر الوزير السابق أن السعودية لم تمانع تحالفاً بينه وبين الجماعة الإسلامية التي تجري مفاوضات مع تيار «المستقبل» أيضاً.

المصدر: الأخبار