مؤخرا عبرت رابطة العالم الإسلامي سعودية المقر والهوى في رسالة بعث بها أمينها العام محمد بن عبد الكريم العيسى إلى مديرة المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة, الصهيونية " سارة بلومفيلد" عن الحزن الشديد على ضحايا (محرقة اليهود النازية) وهي الرواية المبالغ فيها، والمفبركة بأغلب تفاصيلها من قبل الصهيونية العالمية, رسالة هللت لها خارجية الكيان الغاصب، معربة عن تقديرها العميق لتصريحات العيسى، كما رأت فيها ردا على المسؤولين الإيرانيين الذين يهدفون إلى إزالة "إسرائيل" من الوجود. رسالة العيسى على ما يبدو عززت التناغم السعودي الصهيوني الذي بات اليوم على رؤوس الأشهاد.
الحمل السعودي الوديع! إحساسه مرهف ضد قتل اليهود قبل عشرات السنين، بينما يمعن في قصف النساء والأطفال، والمنشآت المدنية، وحفلات الأعراس ومجالس العزاء بأسلحته الأمريكية ضمن محارق يومية للشعب اليمني المقاوم.
واليوم يسعى ولي عهد آل سعود محمد بن سلمان لمزيد من إذلال العراقيين، بتشجيع من المتسعودين في الداخل، مع الإعلان عن زيارة مرتقبة له إلى بغداد، مع أن الحكومة العراقية وأجهزتها الأمنية متيقنة بمسؤولية السعودية عن أفظع المحارق ضد شيعة العراق، وغيرهم ممن ينتمون لمذهب أهل البيت عليهم السلام، في هولوكوست يفوق هولوكوست النازية.
بجاحة المتسعودين وإعلامهم في الإعلان عن الزيارة والترويج لها تستدعي الإشارة إلى واقع الأحداث كما هي في الواقع، على أمل أن لا يلدغ العراقيون من جديد، فعلى مر تاريخ آل سعود وشركائهم الوهابيين، وحتى قبل قيام دولتهم وهم يجزرون بأبناء جميع الطوائف الإسلامية وبالأخص شيعة أهل البيت، بتغطية سافلة من الغرب عموما، وتواطؤ من حكومات العرب، وصمت المرجعيات الدينية على اختلافها.
"محمد بن سلمان" الذي تقطر يداه من دماء الأطفال اليمنيين، ودماء شباب البحرين، والعلامة النمر، وشباب المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية يريد أن يزور العراق، وأن يفرش له السجاد الأحمر فوق الأرض التي تحوي جماجم مئات آلاف الشهداء العراقيين، الذين استشهدوا إما على أيدي الانتحاريين التكفيريين السعوديين، أو بطريقة أخرى يتضح دائما أن خلفها المال السعودي، حتى في أيام الحرب المفروضة على إيران التي كانت تستهدف قتل أكبر عدد من أبناء الشعبين العراقي والإيراني.
هم من هدم مراقد آل الرسول في البقيع، ودمروا بطريقة ممنهجة آثار وتاريخ نبي الإسلام في مكة والمدينة، منذ ولادته وحتى وفاته، وفوق بعضها بنوا دورات للمياه! ووصلت الجفوة بابن عبد الوهاب المؤسس تلميذ الجاسوس "همفر" أن يقول: "..عصاي هذه خير من محمد!". هم من قام أسلافهم من أعراب نجد في القرن الثامن عشر بأبشع المجازر ضد أهالي كربلاء، وهدموا مقام سيد الشهداء الحسين بن علي، وكرروا ذلك في المدن الإسلامية، كما فعلوا في الأردن في القرن الماضي ضد مضارب بني صخر، وقرى اللبّن، وأم العمد، وفي البلقاء وضد عشائر العدوان والعجارمة، وبني حميدة، دون أن يفرقوا بين مقاتل ومسالم.
هو النظام الذي لا يخجل علماء مؤسسته الدينية على تكفير المذاهب الإسلامية علانية، وفي مناهجهم الدراسية (مدرسية وجامعية) التي أنتجت الآلاف من القتلة والمتطرفين، الذين شكلوا العمود الفقري للتنظيمات التلمودية الداعشية على اختلافها، في أفغانستان ونيجيريا والصومال والجزائر، والفلبين، ومصر وغزة، وبعد ذلك تتباكى رابطة العالم الإسلامي على ضحايا الهولوكوست اليهودي!! أما المسلخ البشري المفتوح على يد مؤسسي الرابطة فليس آخر ضحاياه ما يحدث في اليمن من إبادة جماعية يومية.
هم الذين مولوا قتل شيعة لبنان في حروب إسرائيل عليهم، وهم الذين مولوا نفقات الإرهاب في سوريا، وجز الرؤوس وسبي النساء كما اعترف المسؤول القطري حمد بن جاسم، وجمعوا القتلة التكفيريين من كل المستوطنات الوهابية في العالم على مرأى ومسمع من القوى الكبرى التي تغطي كل تلك الجرائم ما دام أنها تحقق الفوضى الخلاقة المنشودة أمريكيا، ولا تضر بالكيان الصهيوني.
على العراقيين أن يحذروا من إدخال الدب إلى كرمهم، هو القائل في مقابلة متلفزة كيف لي أن أتفاهم مع أناس ينتظرون المخلص المهدي, أليس المهدي حقيقة إسلامية لا تتعلق بالشيعة وحدهم؟ أليس فكرة عالمية؟ أليس أصدقاؤه الصهاينة من أسس دولة دينية عنصرية تنتظر مسيحها الدموي الذي سيقتل الأغيار، ويعبد كل العالم في خدمة شعب الله المختار؟ ما الذي يضيره في المهدي الذي يظهر في مكة المكرمة؟ لماذا يخشاه؟ إن لم يكن هو وسلالته من الظالمين الذين ينتهون بظهور هذا المصلح الإلهي. العراقيون مدعوون سنة وشيعة للوقوف في وجه هذه الزيارة، أهل السنة الذين دمرت مدنهم وشوهت سمعة مذهبهم على يد داعش الوهابية بقياداتها السعودية، أما بعض الشيعة اللاهثين خلف الريال السعودي، وأموال السحت ليتذكروا فقط شهداء سبايكر، وصرخة الشهيد الثائرالشيخ باقر النمر داخل زنازين آل سعود وهو ينتظر قطع رأسه بعد لحظات: "هيهات منا الذلة". كاتب وإعلامي فلسطيني
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع