مع دخول العدوان على اليمن عامه الرابع تتضح يوما بعد يوم مقومات شخصيتين تشغلان الساحة السياسية العربية، وتستقطبان اتجاهين وايديولوجيتين في الأوساط العربية والإسلامية.
عشية هذه الذكرى العار على جبين أمتنا، كان ولي عهد آل سعود الشاب الثلاثيني محمد بن سلمان يقدم في واشنطن منكمشا ذليلا مزيدا من فروض الطاعة بين يدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وبمشهد محطم لكبرياء الوجدان العربي، ظهر ترامب التاجر المرابي الجشع يحاول تبرير لقائه مع بن سلمان، ويشرح من خلال لوحة بيانية حجم الصفقات التسليحية المستجدة للمملكة الأعرابية، فلا يجد محمد بن سلمان من رد فعل على تهكمات ترامب إلا الضحك على خيبته، وإهداره خزائن بلاد الحرمين في جيب ترامب، وكوشنر زوج ايفانكا والصهيونية العالمية.
سليل آل سعود؛ من سحقوا تاريخ الحجاز، وهدموا معالم الإسلام، وآثار نبي الإسلام، بايعاز جالبهم للحكم الشيطان البريطاني، الذي ظل يخشى انبعاث ذاك المجد الإسلامي بأصالته من جديد، هو سليل آل سعود، حكام الكيان الذي اشترى السلاح منذ تأسيس الدولة السعودية بآلاف مليارات الدولارات، دون أن يتضرر منه قيد أنملة عدو العرب الإسرائيلي، بل سخّروه في قتل العرب والمسلمين من كل الجنسيات والطوائف وليس آخرهم أطفال اليمن، فضلا عن تغذية حروب التكفيريين من أفغانستان إلى الشيشان إلى الفلبين والصومال وسوريا فليبيا!
بدون مبالغة، هو الصديق الحميم للصهاينة ولعرابهم الأول في واشنطن صهر ترامب اليهودي كوشنير زوج ايفانكا، الذي يسهر حتى الصباح مع بن سلمان، ولا ادري أي خير أو مصلحة تعود على المسلمين بالنفع سيقدمها زوج ايفانكا في ختام السهرة. عقب اللقاء تفتح أجواء مكة والمدينة أمام الطيران الإسرائيلي في خضوع وطاعة عمياء لاستكبار أمريكا و"إسرائيل".
على الجانب الآخر سيد هاشمي، لاحقته المخابرات الأمريكية في أول شبابه، وخاض عدة حروب دفاعية تحت شعار الموت لأمريكا ولإسرائيل ضد أجنحة الحكم في النظام اليمني السابق المتحالفة مع التكفيريين والسعوديين، ومع من استباحوا مياه اليمن وأراضيه للأمريكيين، واستهدفوا تهميش فئات محددة من الشعب اليمني.
التقيت مؤخرا ببعض أنصاره، يحدثونك عجبا عن تواضعه، حتى أنه كان يغسل ملابس رفاقه وهم نائمون، ورث ذلك عن والده العالم الزاهد السيد بدر الدين، الذي كان مرجعا وملاذا للمحرومين اليمنيين. السيد أبو جبريل كما حدثني من عاصره حتى بدايات الحرب باع كل ممتلكاته من أجل المحتاجين، يأكل كأبسط فقير يمني، لكن قائد الثورة السيد الثلاثيني هو الرقم الأصعب في معركة اليمن الثوري الجديد، لصناعة الاستقلال الحقيقي، في وجه الصهاينة الذين يساهمون بشكل مباشر مع الغزاة الإماراتيين والسعوديين، ويقدمون لهم كل المعلومات الاستخباراتية اللازمة لضرب الجيش اليمني واللجان الشعبية.
السيد الحوثي اليماني يا أيها الشباب العربي والفلسطيني، لا يقارع أوباش آل سلول السكارى وحدهم، لكنه اليوم يتصدى بشجاعة لا مثيل لها على وجه الأرض لليد الأمريكية الصهيونية المعتدية بالقفاز السعودي وبقية الأدوات، التي باعت فلسطين والقدس بأبخس الأثمان.
وفي الذكرى الرابعة لحرب المستكبرين القارونيين على اليمن، يتوافد اليمنيون المعارضون للهيمنة الأمريكية السعودية إلى ميدان السبعين أمس خلف مشروع المسيرة القرآنية عقب ليلة بالستية أرقت المعتدين، وزغردت فيها صواريخ رجال الله وأنصاره فوق رؤوس المعتدين. الاستهداف فقط للمواقع العسكرية والمطارات الحيوية في تحييد للمدنيين يؤكد المناقبية العالية للحكم الشعبي المستقل في صنعاء مصنع الرجال الأباة، ولذلك يجوعون أطفاله ونساءه عقابا لهم على التفافهم حول هذا القائد الحكيم، ويعاقبون على محبتهم له فوق حبهم لأنفسهم، وهو قائد يستحق الحب فعلا حيث لم يتردد ذات مرة من قطع اجتماع مهم له مع لجنة الوساطة القطرية ليلبي دعوة مواطن مستضعف استنجد به.
أزعم واثقا أن حركة التصحيح للسيد الحوثي على ثورة اليمن من بين كل ثورات الربيع العربي الخائب هي التي صوبت اتجاه إرادة التغيير العربية التي جرى تزويرها لصالح الإسرائيلي والفوضى العبثية،. لقد جعل "أنصار الله" من الحراك في اليمن، ثورة يمانية نقية، استمرت في توجيه بوصلة العداء ضد الصهاينة وضد السيطرة الامبريالية. انفجار النور انبثق من جبال مران الكرامة العربية، وبصرخة الموت لأمريكا ناهبة الشعوب وإسرائيل أم الفتن، لم يسمح اليمنيون لحلف النيتو وإسرائيل أن يجيروا ما حصل في اليمن لمصلحة هيمنتهم، وهو استمرار للنهج الذي أطلقه السيد القرآني السيد حسين بدر الدين الحوثي منذ عام 2002 ، لاقاه في منتصف الطريق شعور اليمنيين الأحرار بالحاجة إلى الانعتاق من الهيمنة الأمريكية وأدواتها الخليجية المنبطحة.
قُلْ كُلّ يَعْمَل عَلَى شَاكِلَته.. فمن هو أضل ومن هو أهدى سبيلا يا شباب العرب والمسلمين؟
كاتب واعلامي فلسطيني
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع