في مقر «المردة» في «بنشعي»، بدا رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مُطمئنّاً إلى تطوّرات المنطقة، وخصوصاً في سوريا. برأيه «التسوية آتية في نهاية المطاف». لا يرى حرباً إسرائيلية قريبة، «فهم يحسبونها جيداً، والخسارة هذه المرة ستكون مكلفة جداً». يبدي ثقة كبيرة في انتصار المقاومة في أي حرب مقبلة: «سيكون انتصاراً ساحقاً»

يقول رئيس «المردة» سليمان فرنجية إنّ المعركة الانتخابية في 6 أيار معركة مبدأ لا معركة أرقام فقط. يسجّل لقانون الأمر الواقع الانتخابي أنه سيكشف الأحجام الحقيقية للقوى السياسية كلها. تيار المردة لديه «أربعة حواصل انتخابية» في دائرة الشمال الثالثة، «ونحنا قادرين نلعب فيهن متل ما بدنا. بس ما رح نلعب أي لعبة وما منعمل ضرب بحدا من حلفائنا»، يقول فرنجية، مؤكداً في السياق ذاته أن أي انتصار لمرشح حليف هو انتصار للمردة.

ولكن ما الذي يجمع سليمان فرنجية ببطرس حرب في السياسة؟ يجيب «الشيخ بطرس بالسياسة ضدنا وما رح يتغير، وحتى في حسابات الربح والخسارة، الشيخ بطرس هو الرابح الأكبر من تحالفنا. المسألة واضحة بالنسبة إلينا منذ أشهر. الرجل وقف معنا بانتخابات رئاسة الجمهورية لآخر دقيقة». إذاً، المسألة هنا بالنسبة إلى فرنجية هي «دَيْن وبدنا نردّو»!
يتحدث فرنجية بإسهاب عن «معركة ضدنا لإلغائنا». يفضّل أن يصفها بـ»معركة غباء». يسأل: «ما بعرف ليش الواحد بس يوصل عالسلطة بيصير غبي»؟ تبرز «الدردشة» مع فرنجية حجم الهوّة الكبيرة بينه وبين رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، رغم إصراره على أنه «لا يزال حليفنا بالمشروع السياسي».

ما بعرف ليش الواحد بس يوصل عالسلطة بيصير غبي


يحذر فرنجية ممّا سماها مساعي فرض «أحادية مسيحية» ويسأل: «لماذا يفتعل التيار الحر مشكلات مع الجميع؟ وهل يُعقل أن لا يجد التيار اليوم مساحة التقاء مع أي من القوى على الساحة المسيحية؟ هل هو فقط على حق»؟ يستفيض فرنجية في حديثه عن العلاقة مع «التيار الوطني الحر»: «أنا حملت ميشال عون 10 سنين لمّا مشي بخطّي السياسي. وعندما زارني وفد من القوات قبل سنة، قلت لهم انشالله تكفّوا سنة مع التيار. في الواقع، لم يصمد إعلان النوايا سوى أشهر»!
يرى الرجل أن لوائح التيار الوطني الحر اليوم هي لوائح «العهد» أكثر من كونها لوائح التيار. «لو كان اليوم ميشال سليمان رئيس جمهورية، كنت لقيت نفس الأشخاص عاللوايح بكسروان وجبيل والمتن». ويعتبر في السياق أن شبكة التحالفات الانتخابية «الغريبة» للتيار وضعته في مكان غير واضح. «إذا راح بعد الانتخابات باتجاه حزب الله، رح يخسر نص كتلتو. وإذا راح ضد حزب الله، رح يخسر النص التاني». برأيه، أن «جزءاً من مشكلة التيار وعتبه على حزب الله هو تفضيل الأخير لبعض الحلفاء عليه». ولكن أين المشكلة الفعلية؟ «بالنسبة إلُن مش مطلوب حلفا، مطلوب أتباع». يضيف: «بس في الله والسيد حسن نصر الله بيقدر يحملهن»، يقول فرنجية!
برأي زعيم «المردة»، أنَّ الحديث عن معركة مبكّرة لرئاسة الجمهورية في دائرة الشمال الثالثة أمر مبالغ به. يقول: «ما يحدث في التنف والغوطة وأماكن أخرى ربما يؤثّر في الاستحقاق الرئاسي أكثر من مواجهة انتخابية في هذه الدائرة أو تلك. الظرف هو من يقرّر هوية الرئيس». يضيف ممازحاً: «ربما نأتي الى مرحلة المطلوب فيها أن يكون الرئيس هو «الأقصر مسيحياً». ورغم إشارة فرنجية إلى أهمية وجود كتلة نيابية مسيحية كبيرة لأي رئيس، إلا أنه يرجّح أن يكون الرئيس المقبل وفاقياً. يوضح: «وفاقي غير وسطي، أي الرئيس القادر على أن يجمع كل الأطراف».
من وجهة نظره، لا يمكن محاربة الفساد في لبنان. يقول: «إذا بدك تغيّر بدّك تاخد عقلية الدولة من محل لمحل. ما فيك تفوّت فلان عالحبس ولا تلاحق حرامي. الفساد بدك تحاربو بالسيستم». يعتبر فرنجية «أن مؤتمر سيدر سيحمّلنا مزيداً من الديون». يرى أن المطلوب من المسؤولين مصارحة الناس لا بيعهم الأوهام. «كيف من شهرين كان الوضع الاقتصادي ممتاز، وهلق صار بدو يروح عالإفلاس»؟ برأي فرنجية، «البلد رايح على الإفلاس من سنة الـ 2000 وما يمنع ذلك هو القرار السياسي فقط». ولكن ألا تتحملون مسؤولية هذا الوضع أيضاً باعتباركم جزءاً من السلطة منذ زمن طويل؟ يقول:» يمكنك أن تحاكمنا على عملنا ومواقفنا بالوزارات ومجلس النواب، ولكن من الظلم أن تحاكمنا على أداء الدولة. وفي المستقبل أيضاً حاكمني قياساً بحجمي وليس على أداء الدولة كلها»!

المصدر: صحيفة الأخبار / فراس خليفة