احتلتنا اليوم فلسطين. غمرت يومنا بأفق مختلف. بدت في بهاء اسود "الكوشوك" وطهر النار التي كتبت طريق المجد، أكثر قربا، أكثر سطوعا. وبدا نبضها الذي من خطو ابطالها على الارض المنذورة للحرية، اكثر قوة.. ارتفع فوق الحصار وفوق ضفاف الالف الف جرح، وهطل يقينا غزيرا أن ولّادة الشهداء ومصنع الفدائيين تبتكر اليوم اساليبها. اليوم فلسطين بالضوء قاتلت وبالهواء.
اذاً، كانت جمعة الكوشوك.. جدار من اطارات جمعتها الايدي الفلسطينية المحاصرة في غزة العز، في اليومين الماضيين، وجهزتها لتكون سلاحا من حريق.. سلاحا وقع على رأس الصهاينة وادواتهم كالسيف الذي لا يرد.. كمنجنيق لا يخطىء التصويب.. 
صحة التصويب اليوم لم تقتصر على انتظار مسرى الهواء حتى الظهيرة كي تكون وجهة الدخان المقاوم نحو المحتلين، ولم تقتصر على تهيئة الادوات التي تحمل الحجارة على كتف الهواء وترمي العدو، بل تعدت ذلك الى احراق صور سلمان وابنه الى جانب صور نتنياهو. وهذا ليس مجرد تفصيل في اطار تحرك غاضب.. بل هو عنوان اساسي يشير الى العدو بكل وجوهه.. فالاشارة الى كون ال سعود متمثلين بسلمان وابنه جزءا من المنظومة الصهيونية، وطرفا يعاون الاحتلال بالمال وبالسياسة، هي انعطاف اساسي لا يمكن ان يكون مجرد "صرخة غضب" ولا سيما في غزة التي اضناها الحصار وما تمكن من كسر عزتها، والتي جرحها ظلم "ذوي القربى" يوم ظنت ان ال سعود ذوو قربى!
كما دائما، اذهل الفلسطينيون الدنيا اليوم.. بدا المشهد اشبه بما نتخيل من الاساطير.. من صور لا يمكن ان يكون ابطالها الا فدائيين، رجالا ونساء واطفالا، أسرى محررين وجرحى، أبناء شهداء واباء شهداء.. لم تنته المعركة.. لم تنته الحرب.. لكن عاد من ساحة جمعة الكوشوك تسعة شهداء.. ارتسموا في سمائنا تسعين قمرا والتحقوا بدرب الحرية، مرادف فلسطين.. وتميمتها.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع