قبيل الفجر وعلى مدى حوالي خمسين دقيقة، كان موعد سماء سوريا مع معركة جديدة، ومع صمود جديد.. خمسون دقيقة حلت ضوءا وصيحات في الفضاء السوري الذي بالنصر الساطع، مرة جديدة كتب، هنا دمشق.. هنا البلاد التي لا تعرف الهزيمة، وبجرحها ترسم اسمى ايات المقاومة..
اذن، تمخضت تهديدات ترامب وعدم توازنه فأنجبت عدوانا ثلاثيا، أميريكيفرنسيبريطاني، بتمويل سعودي، انطلاقا من قواعد عسكرية في قطر والاردن وتركيا والسعودية،  وبملامح صهيونية واضحة المعالم.. بكلام آخر، اعتدى العالم على سوريا، قبيل الفجر، تماما كما يفعل منذ سنوات سبع.. وقاومت سوريا وصمدت كما تفعل منذ سنوات سبع ايضا.. بل كما فعلت منذ ان اصبح للشر اداة مزروعة في خاصرة المنطقة وسماها "اسرائيل".
بصواريخ ذكية يوجهها عقل مريض حصل الاعتداء الذي جاء في اطار رد اعتبار الادوات التي لم تتمكن من هزيمة سوريا، رغم رفدها بكل سبل الارهاب والعدوان.. حاول الاصيل ان يعيد ماء وجه الوكلاء الذين سقطوا امام بسالة الروح السورية. وعجز بدوره حتى عن اخافة اطفال سوريا. فهؤلاء الذين صحوا على صوت الصواريخ، وقفوا يتفرجون على سمائهم كيف تقاتل.. وفرحوا، وهم الذين يسكنهم اليقين ان ارضهم حاميها اسد. هل يهزم العدوان الجبان طفولة تمتلك اليقين! اليقين بأن الحق سلاح، وبأن المقاومة حق، وبأن القتال والتصدي جزء من تاريخ سوريا. هذا التاريخ الحافل بالشهادة وبالنصر وبالحرية، الحرية الحقيقية.

قاومت سوريا، وفي كل يوم تسجل مآثر جديدة في مسار الصراع. الا ان الاعتداء الاخير يشكل نقطة تسلط الضوء مرة جديدة على شكل واطراف هذا الصراع. تعرّي مرة جديدة من كان لا يزال يتخذ الحياد موقفا، ومن كان ينظّر بكذبة الثورة السورية! لذلك، كرّس الصبح السوري اليوم حقيقة ان الموقف من الحرب على سوريا هو المعيار الاكثر دقة لأخلاق وانسانية ووعي وسيادة صاحبه.. ان لا تكون اليوم مع سوريا، مع ناسها والياسمين، مع جيشها واطفالها، يعني انك فقدت اخر احتمالات ان تكون انسانا.. يعني انك ذهبت الى الحد الابعد في الخيانة وفي الارتزاق، لدى مرتزقة!
تقول الاخبار الصباحية ان ترامب نفذ وعيده واعتدى على سوريا.. تحصي من عاونه ومن فرح به ومعه. وتقول ايضا ان روسيا حمت سوريا عبر التصدي للصواريخ الذكية. لم تكذب الاخبار الصباحية، الا انها اغفلت حقيقة ساطعة كالشمس، هدارة كحلقات الدبكة التي انعقدت في ساحات دمشق في هذا الصباح.. تلك الحقيقة تقول ان ارض سوريا تقاوم منذ سنين هذا الاعتداء بأشكال عديدة وبنفس العناصر المكونة له، تمتلك منذ سنين القدرة على الصمود والانتصار، وتعلم الدنيا منذ سنين ان هذه الارض، التي حلت فيها ارواح الشهداء، حاميها شعب بقيادة اسد.. وجيش بمؤازرة رجال من شمس.. وقلوب صادقة تصلي وقبلتها فلسطين.. ويقين جميل بأن الروح تقاتل، وتنتصر.

المصدر: خاص

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع