في  زمن اللوائح الانتخابية، تمّ الاعلان اليوم عن لائحة من نوع آخر.. لائحة بأسماء كثيرة، بعضها مغمور وبعضها مشهور، وجميعها ملحقة بوصمة اسمها معاداة المقاومة. لائحة من اسماء وحدّها الحقد وجمعتها المصلحة ورشحتها جهة ما لمنصب "متعامل مع السفارة". تم اليوم الاعلان عن لائحة "شيعة السفارة"! فقد تناولت جريدة الاخبار في عددها الصادر صباح اليوم التفاصيل المرفقة بكل اسم من الاسماء والتي وردت في برقيات السفارة الاماراتية. للوهلة الاولى لا تجد بين الاسماء من يصدمك وجوده، عميلا للسفارة او مرشحا لمنصب عميل لها.. فمتابعة سريعة لسير خياراتهم السياسية ولو على بعض صفحات التواصل الاجتماعي تشي بمسار نهايته الحتمية بيع مجهودهم في "مهاجمة حزب الله" مقابل حفنة او حفنات من الاموال تسمى "طلب الدعم المالي". ولم تخفِ احدى البرقيات طمع احدهم ورغبته الدائمة في الحصول على المال.

حديثنا هنا عن بعض هؤلاء ممن أبدى تجاوباً مع السفارة، حتى أنه طلب المال أو لمّح إلى طلبه:
 
المؤسف في الامر ليس مجرد كونهم ابناء بيئة وفطرة المقاومة، ففي كل بيت هناك فرد يخالف ليعرف، ولا مجرد ذهابهم بالخيار السياسي المضاد للمقاومة الى حد اغراق ارواحهم في مستنقات النجاسة نكاية بالطهارة، انما المؤسف، بحقهم على الاقل، انهم ارتضوا ان تكون قيمتهم لدى هذه السفارة او غيرها مجرد انتمائهم المذهبي الى نفس مذهب بيئة حزب الله. علما انهم يدعون، زورا، ان مشكلتهم الاساسية مع مقاومة حزب الله هي كونها قائمة على نواة مذهبية، الامر الذي نفاه التاريخ نفيا قاطعا، فحزب الله يثبت يوما بعد يوم انه اكثر الاحزاب لا طائفية فيما كانت ميزة كل تلك الاسماء انها تنتمي مذهبيا الى الشيعة. بهذا القياس، يبدو السؤال مشروعا: كيف رأيتم أنه يحق لكم ان تعملوا لدى اية جهة انطلاقا من "مذهبكم" فيما تظنون انكم تعيبون على حزب الله مجاهرته بالالتفاف حول المذهب والانطلاق منه الى كل الاطياف والاطراف والطوائف بشرط واحد: الحرص على المقاومة؟ 
المهم، مذهبيتكم ووطنيتنا ليستا محل نقاش الان. لسنا بحاجة إلى اثبات شيء لكم، ولسنا في موضع العتب على ما آلت اليه مواقفكم المشبوهة حد ورود اسمائكم في برقية مسربة تقترحكم كمرتزقة قد يشكلون فائدة لأذية المقاومة!
 الامر كله في مكان آخر. في تلك اللحظة التي قررتم فيها التخلي عن انفسكم، عند ذلك المفترق الذي خلعتم فيه فطرة اهل القرى التي في ترابها تنبت المقاومة. بعضكم قالت البرقية يحاول استثمار تجربته في المقاومة. كيف استطاع ان يعرض التجربة للبيع؟ كيف سمح له قلبه على الاقل ان يؤجر سنين عمر كانت مكللة بعز المقاومة الى اليوم الذي حولها فيه الى مجرد سلعة يتاجر بها في سوق السفارة الاماراتية؟ بعضكم يعيش في الضاحية، بحمى شباب "الانضباط" الذين في حر الشمس وتحت المطر يدققون معتذرين بكل سيارة تمر كي لا تعود الضاحية الى صورة "المجزرة".. هل انتبه هذا إلى ان هؤلاء الشبان الذين يهاجمهم عند كل محطة اعلامية او افتراضية، يعرفونه جيدا؟ هل خطر له كم واسعة قلوبهم وكم رحبة نياتهم كي يقوموا بحمايته رغم انهم يعرفون انه خنجر جاهز لطعنهم في ظهورهم؟ 
وبعضكم ابن البيت الجنوبي الحر حد اشهار المقاومة نهجا وفكرا وسلاحا، كيف استطاع سلخ روحه عن ذلك البيت الامين؟ ومقابل ماذا؟ الشهرة؟ المال؟ الاعتراض لمجرد الاعتراض؟
 يطول الحديث، وتطول التفاصيل حول كل اسم وكل صورة. ومعها يطول الحزن الذي يرافق قراءة هذه الاسماء، فهي لو حافظت على توازنها الوطني والاخلاقي قبل السياسي لما كانت اليوم في موقف لا تُحسد عليه.. ولا شماتة، قدر الامكان.. لا شماتة.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع