الانتخابات النيابية ترسم وجه لبنان الجديد ومعادلاته: المقاومة محصّنة ومنتصرة
بيروت وطرابلس تفاجئان تيار المستقبل بالعزوف والبقاع والجنوب يلبّيان نداء الاستفتاء
8 آذار بـ 50 مقعداً و 14 آذار بـ 35 والتيار الحرّ بـ 20 والاشتراكي بـ 10 و4 لميقاتي
كتب المحرّر السياسي – البناء
حسمت الانتخابات النيابية التي جرت وفقاً للقانون القائم على نظام النسبية للمرة الأولى، النتيجة التي كانت الدوائر الدولية والإقليمية تنتظرها حول نتائج الحرب الإعلامية والسياسية والقانونية والمالية والدبلوماسية التي استهدفت المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة. وقالت إنّ المقاومة خرجت محصّنة ومنتصرة بما يفوق التوقعات، سواء لجهة حجم الاقتراع الكثيف الذي لبّى فيه جمهور المقاومة نداء الاستفتاء الذي أطلقه رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أو لجهة عدد المقاعد الذي حصدته لوائح الأمل والوفاء والحلفاء، وخصوصاً الحزب السوري القومي الاجتماعي والوزير السابق فيصل كرامي والوزير السابق سليمان فرنجية، والوزير السابق عبد الكريم مراد وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. وفي المقابل جاءت نتائج المشاركة الانتخابية في العاصمة بيروت والعاصمة اللبنانية الثانية طرابلس، مخيّبة لآمال تيار المستقبل، الذي خسر فوق حصرية التمثيل، الكثير من المقاعد التي لم يكن متوقعاً أن يخسرها. ففي بيروت لم ينل تسعة من أحد عشر مقعداً، بل حسم خمسة وبقي مصير المقعد السادس غامضاً، وفي طرابلس نال ثلاثة مقاعد مقابل أربعة للرئيس نجيب ميقاتي وثلاثة للوزير السابق فيصل كرامي، وفي البقاع الغربي وصيدا حصل على مقعد واحد في صيدا، وثلاثة مقاعد في البقاع الغربي مقابل ثلاثة في البقاع الغربي للائحة التي يترأسها الوزير السابق عبد الرحيم مراد ومقعدين للائحة التي يترأسها النائب السابق أسامة سعد.
حافظ تقريباً على حجمه التمثيلي مع فوارق طفيفة صعوداً أو هبوطاً كلّ من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي. وجاءت الحصيلة في التوزيع السياسي التقليدي منذ انتخابات 2005، بين قوى الثامن من آذار وقوى الرابع عشر من آذار باستثناء مقاعد كلّ من التيار الوطني الحر في رصيد الثامن من آذار ومقاعد الحزب التقدمي الاشتراكي من رصيد الرابع عشر من آذار، لتقول إنّ النسب التي كانت راجحة لصالح الرابع عشر من آذار قد تحوّلت عكساً، بـ 50 مقعداً للثامن من آذار و35 مقعداً للرابع عشر من آذار، مع الأخذ بالاعتبار أن موقع النائب وليد جنبلاط وكتلته بات أقرب إلى ائتلاف نيابي يقوده رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بينما التيار الوطني الحرّ في اصطفاف لا فكاك فيه مع حزب الله في ملفات كبرى كمستقبل المقاومة وسلاحها، وملف النازحين السوريين والعلاقة بسورية، بينما تيار المستقبل محكوم بسعيه لنيل رئاسة الحكومة لرئيسه سعد الحريري سيجد مكانه في نسيان الرابع عشر من آذار وتحالفاتها، وهذا يعني أنّ معادلة المجلس النيابي المقبل سترسمها توازنات جديدة، تلقي بظلالها على تسمية رئيس الحكومة الجديدة، وتشكيلة هذه الحكومة ومهماتها، بوجود كتلة وازنة من نواب الطائفة السنية خارج نطاق تيار المستقبل، تقدّر بعشرة نواب تملك الشرعية الشعبية لتسمية مرشح لرئاسة الحكومة غير الرئيس الحريري، ووجود توازنات نيابية محيطة بالمقاومة وخياراتها، تفرض منطقها وحساباتها على مَن سيشكل الحكومة الجديدة.
لبنان جديد يولد من رحم الانتخابات النيابية، بخيارات أشدّ وضوحاً، وتوازنات غير قابلة للتلاعب، حيث رئاسة المجلس النيابي خارج النقاش، وحيث العهد يبدأ مع هذه الصورة الجديدة، فرصة إدارة العلاقات مع الكتل النيابية من موقع إجماع يحيط به من الفائزين بتنوّع مشاربهم السياسية وخلافاتهم.
بيئة المقاومة قالت كلمتها: استفتاء على الخيار
قالت بيئة المقاومة كلمتها وحوّلت الاستحقاق الانتخابي استفتاء على خيار المقاومة ولبّت نداء رئيس المجلس النيابي نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنّا الناشف والقوى الحليفة في جميع المناطق اللبنانية، حيث ارتفعت نسب الاقتراع للوائح الأمل والوفاء في مختلف الدوائر بشكل ملحوظ عما كانت عليه في استحقاق العام 2009 ما يدلّ بشكلٍ لا يرقى اليه شك على حجم التصاق المقاومة بقاعدتها الشعبية، ويشكّل رسالة واضحة الى القوى الإقليمية والدولية التي أرادت تحويل هذه المحطة الانتخابية هزيمة للمقاومة وخياراتها وكسر العزوة الصلبة مع جمهورها، وجاءت النتائج معاكسة وخيب أهل المقاومة آمال أعدائها لا سيما في بعلبك الهرمل، حيث فاقت نسبة الاقتراع الخمسين في المئة ما رفع الحاصل الانتخابي إلى 20000. وتحدّثت قناة المنار عن أن 8000 ناخب ظلوا داخل أقلام الاقتراع للتصويت حتى وقت متأخر من ليل أمس. في مقابل تدنّي نسب الاقتراع في بعض معاقل تيار المستقبل لا سيما في بيروت الثانية ما يعكس تدني شعبية تيار المستقبل ورفض خياراته السياسية، رغم زيارات وجولات رئيس التيار الأزرق إليها وحملات التحريض الطائفي والمذهبي واستنهاض القواعد، كما سجلت لوائح المقاومة وحلفاؤها تقدماً هاماً في دوائر الجنوب والبقاع الغربي وبيروت وبعبدا وزحلة وجبيل بانتظار النتائج النهائية الرسمية التي تصدر صباح اليوم رسمياً من وزارة الداخلية. وفي الحساب الأولي للنتائج الأولية في كل لبنان، فإن فريق 8 آذار من دون التيار الحر حقق فوزاً كبيراً مقابل 14 آذار. ما يخالف قول رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بأن نتيجة الانتخابات والأرضية ما زالتا لصالح 14 آذار.
غير أن اللافت هو تراجع نسبة الاقتراع العامة في كل لبنان من 63 عام 2009 الى 49,20 في 2018 رغم اعتماد قانون الانتخاب النسبي الذي من المفترض أن يشجّع المواطنين على المشاركة وممارسة حقهم الديموقراطي. وهذا ليس له تفسير سوى تراجع ثقة المواطن بالسلطة وقواها السياسية وبالنظام السياسي القائم، لكن الإيجابية الأساسية هي إجراء الانتخابات وعلى قانون جديد يؤمن العدالة نسبة الى القانون الأكثري وإنهاء عهد التمديد للمجلس النيابي الحالي.
ورسمت نتائج انتخابات 2018 لـ128 نائباً في 15 دائرة انتخابية مرحلة سياسية جديدة تحمل عناوين عدة أهمها تثبيت الحضور الوطني للمقاومة مع دخول قوى وشخصيات سنية وازنة مؤيدة للمقاومة، ومن خارج الحظيرة الحريرية. وبالتالي كسر احتكار المستقبل لتمثيل الطائفة السنية، ونجاح جديد لثنائية أمل وحزب الله وحسم رئاسة المجلس النيابي للرئيس نبيه بري مقابل عدم حسم تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة لتعدد الكتل النيابية التي لم يحسم معظمها خياره بتسمية الحريري في الاستشارات النيابية المقبلة، ما يعني أن استحقاق تسمية رئيس الحكومة ربما سيطول أمده وأيضاً عملية تشكيل الحكومة التي يجب أن تتمثل فيها جميع الكتل النيابية إن كان شكلها حكومة وحدة وطنية. كما أفرزت الانتخابات كتلة نيابية وازنة داعمة لعهد الرئيس ميشال عون يمثلها التيار الوطني الحر ممثلاً بتكتل التغيير والإصلاح.
وكشف الوزير نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي عقده منتصف ليل أمس، أن «هناك 800 ألف ناخب جديد في لوائح الاقتراع منذ 2009 حتى اليوم»، لافتاً الى أن من لم يقترع فليتحمّل مسؤولية بأن لا يعترض في المستقبل، لأن أتيحت له فرصة الاقتراع.
وأشار المشنوق الى أن «عملية الانتخاب بطيئة جداً وهذه مسؤوليتنا»، لافتاً إلى أنه «كان يوم انتخابي أبيض إذ لم يسجّل أي إصابات او حادث جدي خلال العملية الانتخابية، رغم حصول بعض الإشكالات»، كاشفاً عن أن «نسبة الاقتراع بلغت في لبنان 49.20 في المئة». وأكد المشنوق أن «النتائج ستأخذ وقتاً وبالتالي لجان القيد الابتدائية كانت بدأت فرز صناديق المتنشرين في الخارج والموظفين»، مؤكداً أن نتائج الانتخابات ستصدر بشكل نهائي فجر الإثنين».
فوز كاسح للوائح الأمل والوفاء والحلفاء
وقد سجلت لوائح الامل والوفاء والحلفاء فوزاً كاسحاً في مختلف الدوائر، وأعلنت ماكينة حركة أمل في المصيلح، عن فوز كامل لوائح الامل والوفاء في كل لبنان وفازت لائحة الأمل والوفاء في الجنوب الثالثة بكامل أعضائها الـ11 منها مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان. وأشار وزير المال علي حسن خليل الى أن «الانتخابات تحوّلت استفتاء حقيقياً». وأضاف في حديث تلفزيوني: «نحن حريصون على بقاء الاختلاف تحت سقف المصلحة الوطنية، وعلى الفريق الآخر مدّ يده انطلاقاً من تشكيل الحكومة وتستكمل في عملية الإصلاح الحقيقية».
كما فازت لائحة الأمل والوفاء بكامل أعضائها في دائرة الجنوب الثانية وحصدت 125624 صوتاً وتصدّر الرئيس بري الصوت التفضيلي بـ 39949.
وفي دائرة الشمال الثالثة حصد تحالف «الحزب القومي» وتيار المردة 4 مقاعد بينها مقعد المرشح القومي سليم سعادة.
وأعلنت ماكينة حزب الله عن فوز إبراهيم عازار وبهية الحريري واسامه سعد وزياد اسود وسليم خوري في دائرة صيدا جزين.
4 مقاعد لـ«الأوباش» في بيروت الثانية
وقد شكّلت نتائج دائرة بيروت الثانية صدمة لتيار المستقبل ولرئيس الحكومة ووزير الداخلية نهاد المشنوق تحديداً، حيث سجلت النتائج 6 مقاعد للمستقبل وهم 4 سنة وتوزعت بين الحريري والمشنوق والرئيس تمام سلام ورابع لم يُحسم بعد ونزيه نجم كاثوليكي ومرشح الحزب الاشتراكي فيصل الصايغ. في مقابل 4 مقاعد للائحة وحدة بيروت من بينهم مقعد لجمعية المشاريع الخيرية الذي وصفهم المشنوق بالأوباش وهم مرشح حزب الله أمين شري ومرشح أمل محمد خواجة ومرشح جمعية المشاريع عدنان طرابلسي ومرشح التيار الوطني الحر ادغار طرابلسي ونالت لائحة لبنان حرزان مقعداً لفؤاد مخزومي.
وإذ فرضت ماكينة المستقبل المركزية في البيال تعتيماً إعلامياً عن نتائج الفرز في الساعات الأولى، نقلت مصادر إعلامية عن المشنوق إرباكه الشديد منذ فترة بعد ظهر أمس، حيث غادر مكتبه في وزارة الداخلية مساءً وهو يستشيط غضباً ويقول «خذلونا». وقد وصلت نسبة الاقتراع في بيروت الثانية الى 37,15 .
وفي دائرة بيروت الأولى أظهرت النتائج فوز الوزير السابق نقولا الصحناوي و3 حواصل للائحة المدعومة من القوات و الكتائب و ميشال فرعون .
البقاع
وأظهرت النتائج الأولية غير الرسمية حتى الآن في دائرة بعلبك الهرمل فوز لائحة «نحمي ونبني» بـ 9 مقاعد من أصل 10 كما تأكد فوز اللواء جميل السيد.
وفي دائرة البقاع الغربي راشيا حققت لائحة الغد الأفضل 18965 صوتاً بمعدل 3 مقاعد. وهم الوزير السابق عبد الرحيم مراد ونائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي ومرشح أمل محمد نصرالله، مقابل 3 مقاعد للائحة الأخرى.
وفي زحلة فوز كل من المرشحين ميشال ضاهر، أنور جمعة، قاسم عراجي، سليم عون ، جورج عقيص.
جبل لبنان
وذكرت ماكينة حزب الله في بعبدا حصول لائحة تحالف أمل وحزب الله والتيار الحرّ والحزب الديموقراطي على 4 حواصل انتخابية 2 شيعة لكل من علي عمار و فادي علامة ، و2 موارنة ألان عون و حكمت ديب .
وأكد مسؤول الماكينة الانتخابية لحزب الله في جبيل أن «النتائج مبشرة بالنسبة لمرشحنا في لائحة «التضامن الوطني الشيخ حسين زعيتر «. بينما أفادت معلومات أخرى عن تقدّم للمرشح زياد حواط والنائب سيمون أبي رميا وربيع عواد.
وفي دائرة المتن أظهرت النتائج الأولية فوز سامي الجميل – ميشال المر – ماجد إدي أبي اللمع – إبراهيم كنعان – الياس بو صعب – إدكار معلوف – آغوب بقرادونيان – سركيس سركيس.
وفاز كل من المرشحين طلال ارسلان و سيزار أبي خليل من لائحة ضمانة الجبل وهنري الحلو وأنيس نصار و أكرم شهيب من لائحة المصالحة في عاليه ، فيما تمكّن مرشح التيار الوطني ماريو عون من الفوز في المقعد الماروني.
«التيار الحر» تمدّد شمالاً
وفي البترون أعلنت ماكينة التيار الوطني الحر أن رئيس التيار جبران باسيل سيفوز بسهولة، وأكد باسيل «أننا قررنا أن لا نعطي نتائج من ماكينتنا الانتخابية، هذه عملية فرز. والحواصل والكسور تؤثر في سقوط ونجاح نائب». وفي مؤتمر صحافي، أكد باسيل أن «التيار انتصر بهذه الانتخابات وأنه تمدّد في شمال لبنان بعد انتشاره في الجبل».
وأعلنت ماكينة تيار المردة عن فوز طوني فرنجية واسطفان دويهي وميشال معوّض وسليم سعادة وفايز غصن وجبران باسيل وفادي سعد. بينما أعلنت ماكينة القوات عن تقدّم المرشحين ستريدا جعجع وجوزف اسحاق في بشري.
وذكرت الماكينة الانتخابية للوزير السابق فيصل كرامي أن النتائج النهائية لدائرة الشمال الثانية هي على الشكل التالي:
4 مرشحين للعزم: نجيب ميقاتي ، جان عبيد ، نقولا نحاس ، محمد الفاضل.
3 مرشحين للمستقبل: عثمان علم الدين، محمد كبارة ، سمير الجسر .
3 من لائحة الكرامة: فيصل كرامي، احمد عمران، جهاد الصمد.
ومرشح واحد هو أشرف ريفي .
خروق بالجملة برسم وزير الداخلية
وأُنجز الاستحقاق الانتخابي في ظل صمت مريب من هيئة الإشراف على الانتخابات حيال الخروق التي سجلت بالجملة والتي وضعتها مصادر سياسية برسم وزير الداخلية الذي حجبت وزارته الأموال المخصصة للهيئة ورواتب موظفيها منذ ثلاثة أشهر، كما قُيّدت صلاحياتها وحصرتها بالرقابة على الإعلام من دون المرشحين وأصحاب النفوذ والسلطة الى جانب الخطاب التحريضي والعنصري الذي اتسم به خطاب وزير الداخلية وغيره. أما أبرز الخروق فكان الفيديو المسرّب الذي أظهر مسؤول ماكينة تيار المستقبل في البداوي وهو يقوم بتوزيع المال من فئة الخمسين ألفاً على الناخبين فضلاً عن افتعال المستقبل إشكالات أمنية عدة في بيروت لبث الرعب في صفوف الناخبين لمنعهم من الاقتراع أمام أعين الأجهزة الأمنية المولجة حفظ الأمن وسلامة الناخبين والمارة، إضافة الى عدم تنظيم الداخلية السير حيث ازدحمت الطرقات في معظم المناطق اللبنانية، لا سيما بيروت ما دفع عدداً كبيراً من الناخبين العودة الى منازلهم وعدم إكمال طريقهم الى مراكز الاقتراع. كما التزم آخرون منازلهم بسبب زحمة السير.
وبدأت ووقائع اليوم الانتخابي الطويل صباحاً بإقبال متدنٍ على الاقتراع لتبدأ بالارتفاع التدريجي مع حلول فترة الظهر حتى المساء، حيث غصت حشود الناخبين في محيط مراكز الاقتراع وبينما طالبت بعض الأحزاب من وزير الداخلية تمديد فترة الاقتراع رفضت أحزاب أخرى ذلك داعية للالتزام بالقانون الذي ينص على وقف العملية عند السابعة مساء، غير أن وزارة الداخلية حسمت الموقف وأعلن المكتب الإعلامي للوزارة أنه «بناءً لتعليمات الوزير نهاد المشنوق وبسبب الزحمة الكبيرة أمام مراكز الاقتراع ووجود ناخبين لم يدلوا بأصواتهم بعد، ويتواجدون في محيط المراكز، يُطلب إلى جميع رؤساء المراكز في جميع المناطق إدخال هؤلاء إلى الباحة فوراً قبل الساعة السابعة مساءً».
إشكالات أمنية متفرقة
وسجّل يوم أمس، عدد من الاشكالات الأمنية في مناطق عدة، كان أبرزها اعتداء مناصري القوات اللبنانية على المرشح أسعد نكد أثناء جولته على مركز الاقتراع في حوش الأمراء، حيث أقدم عدد من مناصري القوات على الهجوم على موكب نكد وعمدوا الى تكسير السيارات وفي داخلها أطفاله وزوجته. وعملت دورية أمنية على تفريق المعتدين وقد حوصر نكد في المركز مع عائلته الى حين وصول قوة من امن الدولة أمنت الحماية لإخراجهم. كما وقع إشكال بين مناصري حزب الله وتيار المستقبل في منطقة جسر الكولا قرب ثانوية عمر فروخ الرسمية، كما وقع أكثر من إشكال بين المستقبل وجمعية المشاريع الخيرية في منطقة سليم سلام وزقاق البلاط. وفي الشويفات اندلع إشكال في أحد أقلام الاقتراع تطور الى تضارب في الأيدي ما أدّى الى تكسير صندوق الاقتراع وتطاير الأوراق منه وما إن تمّ ضبط الإشكال حتّى أعيدت اوراق الاقتراع في ظروفها الى الصناديق. وأوقف الجيش سائق سيارة حاول تخطّي الحاجز الأمني أمام مبنى بلدية الشويفات. كما سُجل إشكال في صيدا بين مناصرين من الجماعة الاسلامية وآخرين من التنظيم الشعبي الناصري.
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد وجّه نداءً الى اللبنانيين دعاهم فيه الى ممارسة حقهم في الاقتراع والإقبال على التصويت، خلال ما تبّقى من وقت قبل إقفال صناديق الاقتراع.
وقد تابع عون مسار العملية الانتخابية من خلال غرفة العمليات التي استحدثت في قصر بعبدا، حيث تم ربطها بغرفة العمليات المركزية في وزارة الداخلية التي ترد اليها تباعاً تفاصيل الانتخابات ونسب المشاركة فيها وآخر التقارير الأمنية.