تمخض تيار المستقبل فولد خرزاً، وسجل سعد الحريري أول انتصار له يوم أمس عندما تمكن من وضع صوته الانتخابي في الصندوق المناسب، ربما لعدم وجود صندوق آخر. أما وعود السيلفي التي قطعها على جمهوره من الإناث فقد أصبح بإمكانه أن يكون في حلٍّ منها، بعد أن فشل يوم أمس في تحقيق الفوز الذي حشد لأجله خرز العالم كله الأزرق، ومئات صور السيلفي، وملايين الدولارات.

انثقب أمس الخرز الأزرق، الذي كان يؤمل منه أن يحمي تيار المستقبل من "صيبة العين" ويضمن له النصر المؤزر على حزب الله "الإيراني الصفوي المعادي للعروبة". حتى التحشيد والحقن المذهبي ضد حزب الله لم ينفع سعد الحريري، وكان الناس أعقل من الانقياد خلفه إلى فتنة وطنية لم يبالِ بإيقاد نارها في سبيل حصول تياره على مقعد نيابي هنا أو آخر هناك.

أمس، وقبله، كان سعد الحريري يحارب طواحين الهواء، مغرقاً اللبنانيين بالوعود الخرافية، كالوعد بتوظيف 900 ألف لبناني، وهو وعد لم يطرح مثله ترامب على الأميركيين عندما كان مرشحاً للرئاسة الأميركية. لكن سعداً كان أجرأ من ترامب ومن كل زعماء العالم الأول، والأوسط، والآخر، فهو "محسوبكم" سعد، وكفى.

سعد الحريري اليوم في متاهته، والحب السعودي في زمن الهزيمة الانتخابية غير مضمون، لكن سيكون هناك من يكاتبه، ومن يرسل إليه طالباً منه القدوم على جناح السرعة، لقليل من الثرثرة في أحد أجنحة "الريتز".

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع