خيبة أمل إسرائيلية كبيرة من نتيجة الانتخابات النيابية في لبنان. تراجع قوى في الندوة البرلمانية، كانت تل أبيب قد راهنت على إمكان «انقيادها» لسيناريوات ما بعد انتصارها الذي كان مؤملاً، للضغط على حزب الله، تبدّد ولم يبق لإسرائيل الا التعبير عن الخيبة وإعادة تكرار التهديدات، ضد لبنان.
وإذا كانت إسرائيل في الانتخابات النيابية السابقة، وتحديداً عام 2009، راهنت على خيار «سحق» حزب الله من خلال مسار الخيارات الداخلية البديلة، دون جدوى، فإن رهانها، هذه المرة، على فرضية موهومة حول رفض بيئة حزب الله خياراته، ومن شأنها أن تترجم ذلك في صناديق الاقتراع رفضاً وابتعاداً عنه، تبدّد هو الآخر.
خيبة الأمل كانت واضحة في موقف عضو المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية في تل أبيب، الوزير نفتالي بينت، الذي علّق بالقول: «نتائج الانتخابات في لبنان تؤكد تصورنا منذ زمن بأن حزب الله يساوي لبنان. إسرائيل لن تميز بين دولة لبنان السيادية وحزب الله، وتعتبر لبنان مسؤولاً عن كل عملية عسكرية تنطلق من أراضيه».
وتشير صحيفة جيروزالم بوست إلى أن النتائج التي حققها حزب الله وحلفاؤه تضع الولايات المتحدة و«أنصار لبنان» الآخرين في مأزق، في إشارة إلى الدول الغربية والعربية ودعوتها إلى الامتناع عن دعم لبنان، «إذ كلما زاد دعمهم للدولة اللبنانية، زادت استفادة حزب الله من الدعم»، وفي المقابل، تضيف الصحيفة، «من أجل نزع لبنان من نفوذ حزب الله، هناك مخاطر تقويض الأمن اللبناني».
وفيما شددت القناة العاشرة العبرية على أن «انتصار حزب الله مهم ولا مثيل له، بل ومن شأنه أن يغير وجه لبنان رغم المال السعودي»، أشارت القناة الثانية إلى أن «الانتصار الكبير» الذي تحقق للحزب و«الذي يعد مزعجاً وسيّئاً لإسرائيل»، كان سابقاً لنتيجة الانتخابات نفسها، إذ لم تكن الانتخابات متمحورة حول سلاحه كما عام 2009. لكن القناة شددت على أن ما تحقق إنجاز مهم، لكنه لا يعدّ تحولاً في لبنان، في إشارة منها إلى إمكان تواصل الرهان على العوامل الداخلية لــ«إزعاج» حزب الله.
واشارت صحيفة هآرتس إلى أن نتيجة الانتخابات لا تغيّر في موقع ومكانة حزب الله أو خصومه، وشددت على أن ما يهم إسرائيل هو ميزان الردع القائم بينها وبين حزب الله الذي لن يتأثر بنائب أقل أو أكثر في كتلة أو حلفاء حزب الله، وكذلك مكانة حزب الله في لبنان لن تتأثر، وهي نتيجة لمكانته المادية على الأرض وفي الوعي الجمعي للبنانيين وفي قدرته التأثيرية خارج البرلمان، وإن كانت كتلة وازنة مفيدة لحراكه وتأثيره السياسي المحلي، إذ خرج تأثيره عن النطاق الجغرافي للبنان ليصل إلى المنطقة برمتها، إذ بحسب هآرتس، من ناحية إسرائيل لا يتوقع حدوث تغييرات دراماتيكية طالما أن توقعات تشكيل القوى السياسية التي ستدير الدولة تشير الى استمرار الوضع الراهن كما هو بلا تغييرات، وتشير الى أن «حكومة لبنانية جديدة لن تزيل تهديد حزب الله ولن تعمل على نزع سلاحه، مهما كانت نتيجة الانتخابات النيابية»، وتؤكد أن ما يهمّ إسرائيل هو «مستقبل ميزان القوى بينها وبين الساحة اللبنانية، التي هي متعلقة بنتائج الحرب السورية، وليس بنتائج الانتخابات في لبنان».
الخبير ايال زيسر الذي يعدّ في مقدمة الخبراء الإسرائيليين في ما يتعلق بالساحة اللبنانية، أكد لإذاعة الجيش أنه «لم يلتقط سيلفي مع (الرئيس سعد) الحريري»، موضحاً في تهكّم أن «آخر ما يحتاج إليه هو صورة سيلفي معي في حملته الانتخابية». وأشار إلى أنه رغم نتيجة الانتخابات، «سيكون الأمر مريحاً أكثر لإسرائيل، بأن تتسلم الحكم حكومة لبنانية تُعِدُّ (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصرالله، عدواً، حتى ولو كانت ملزمة بالتعايش معه».