صرح رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، أن عروبة بلاده “خط أحمر” لا يمكن تجاوزه، معتبرا أن ما تريده السعودية هو بقاء لبنان جزءا من العالم العربي.
وقال الحريري، خلال إفطار رمضاني إقامته السفارة السعودية لدى لبنان اليوم السبت في اليرزة: “البيت السعودي يجمع دائما بين اللبنانيين ولا يفرق، هذا ما تعلمناه من المملكة وهذا ما تريده من لبنان، أن نبقى على وحدتنا في مواجهة التحديات، وأن نبقى على عروبتنا والتزامنا باتفاق الطائف”.
وأضاف الحريري: “تاريخ المملكة مع لبنان مليء بالخير والمحبة، والتعاون ونحن مع كل الشرفاء في البلد على عهدنا بالوفاء لهذا التاريخ، وعلى تمسكنا بأفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة. دول الخليج العربي وقفت مع لبنان في أصعب الظروف، ولم تعمل في أي وقت على التدخل في شؤوننا الداخلية، والمطلوب منا بالمقابل أن ننأى بأنفسنا عن التدخل بشؤون الدول الشقيقة، وأن نعتبر عروبة لبنان خطا أحمر لا يصح الخروج عنه”.
وتابع الحريري: “أملنا أن يكون هذا اللقاء رسالة خير وتضامن مع لبنان، وأن يعيد هذا الشهر الكريم على بلدنا وعلى أمتنا وعلى المملكة بالخير والاستقرار والسلام”.
واختتم رئيس الوزراء اللبناني كلمته بالإعراب عن شكره لولي العهد السعودي، الأمير سلمان بن عبد العزيز، “على وقوفه مع لبنان”، متعهدا: “سنكمل مشوارنا مع كل الدول الصديقة، التي تريد الإعمار والسلام والاستقرار للبنان”.
وتعتبر السعودية حليفا قويا للحريري الذي من المتوقع أن يحتفظ على منصبه الحالي على الرغم من خسارة حزبه” “تيار المستقبل”، في الانتخابات البرلمانية الماضية.
ومنذ العام 2014 لم ترسل السعودية سفيرا لها إلى لبنان، على خلفية معارضتها الشديدة لتنامي قوة “حزب الله” الشيعي في الحياة السياسية بالبلاد والذي تعتبره حليفا لإيران، الخصم الأكبر للمملكة في الشرق الأوسط.
وفي نوفمبر عام 2017 أعلن الحريري، خلال زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض، عن استقالته من منصب رئيس وزراء لبنان، وانتقد بشدة ما وصف بالتدخلات الإيرانية في شؤون بلاده الداخلية والسياسات لكنه تراجع لاحقا عن هذا الإجراء، قائلا إن الغرض من تصريحه تمثل بإثارة “صدمة إيجابية” في لبنان.