اتخذ التسلّل الصهيوني الى يومياتنا اسم "افيخاي ادرعي"، حساب افتراضي يتوجه الى العرب بلغتهم، يعرف عن نفسه بكونه المتحدث باسم جيش العدو.. يوجه الرسائل التي بعضها استفزازي وبعضها مسموم، ويفرض على السذّج ارتكاب جرم التطبيع من حيث لا يدرون.. فالتفاعل مع الصهيوني هو نوع من تطبيع العلاقة مع العدو وتسهيل التعامل معه وكأنّه مجرد خصم في لعبة اسمها: العالم الافتراضي.. 
يتباهى السذّج انهم يتفاعلون معه بغية شتمه وسبّه، ويتناسون انه بالنسبة له، ولكل حساب افتراضي، النجاح في الاختراق يتعلق بنسبة التفاعل فقط لا غير.. ولا علاقة لنسبة التفاعل هذه بمضمونه سواء كان شتما او مديحا او هجوما او وعظا او تبشيرا. لذا يصبح مجرد الدخول الى الحساب والتفاعل معه مساهمة فردية بنجاح الحساب وتمكينه من خلق اكبر عدد ممكن من الصداقات الافتراضية وبالتالي تمرير الرسائل التي يريد الصهاينة ايصالها الى اكبر عدد ممكن من "المتفاعلين". 
تزداد خطورة المسألة عندما يبرر البعض تباهيه بالتفاعل مع الحساب الصهيوني بهدف التسلية فقط. وهنا يستحق المتسلي بهذه الطريقة ان يكون تحت مساءلة وان لم تكن قانونية او رسمية.. ما الذي يعنيه التسلي بمخاطبة العدو ومناقشته بهذا الشكل التطبيعي؟ الى اين يمكن ان تصل حدود التسلية بهذه الطريقة؟ وهل يدرك فاعلها حجم خطورتها وكونها، في احسن الاحوال، خدمة يؤديها للعدو؟
في كل يوم تقريبا، ولا سيما في الايام التي توافقها مناسبات معينة، سواء دينية او وطنية، يعلو منسوب المتفاعلين مع حساب ادرعي، الذي يقوم باستغلال هذه المناسبات لتوجيه "المعايدات" لنا نحن العرب، او لايصال الرسائل التي تعكس ما يريده الصهاينة من الافتراضيين. ونجد ان الافتراضيين الاكثر سذاجة، كي لا نستخدم تعبيرا مسيئا، يتباهون بأنهم شتموه او ردوا معايدته بالتحقير وبالاهانات.. اما السذّج المتذاكون، فيقومون عند حسابه بدور الواعظين حينا، ويعودون علينا مزهوين بشعورهم انهم قاتلوا العدو بمجرد انهم وعظوا الناطق باسمه..
من هنا، لا بد من التذكير ان قليلا من الوعي وبعض الرقابة الذاتية تقي صاحبها من لوم اللائمين حين يتبجح ادرعي بحجم التفاعل "العربي" معه. وان كان لا عتب على الكثيرين من افتراضيي الخليج، بعيدا عن التعميم قدر المستطاع، وان كان لا عتب على المطبعين تحت مسميات مختلفة، فالعتب على المتفاعلين مع حساب ادرعي ن ابناء بيئة المقاومة والانتصار يأتي مضاعفا الى ما لا نهاية.. ليس فقط لتحقيقهم غاية الصهاينة في ما يريدونه من حساب افتراضي، انما بإظهارهم درجة وعي شديدة التدني ازاء معنى التطبيع.

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع