لا يمكن حصر اوجه الشبه بين الصهاينة وآل سعود.. ولهذا الشبه خلفيات متعددة قد يكون ابرزها ان كليهما اداة بيد مشغّل واحد، وأن كليهما يتوهم ان بالتفوق المادي والعسكري يستطيع كسر ارادة المقاومين.
يعرف جميع من اختبر الحرب مع العدو الصهيوني انّه يزداد توحشّا كلّما تألم، كي يغطي بالوحشية على هزيمته، وكي يظهر بمظهر الأقوى والأكثر سيطرة على المعركة. تنطبق هذه القاعدة على ال سعود في مسار حربهم على اليمن. فهم، تماما كالصهاينة، يزدادون اجراما كلما اثبتت المقاومة اليمنية عجزهم عن الفوز بمعركة واحدة، او بالتحام واحد. لذلك، كلّما تفرّج العالم على هزيمتهم وعجزهم عن تحقيق "اهدافهم" من الحرب على اليمن، ينقضّون على المدنيين انتقاما، ويرتكبون المجزرة تلو المجزرة، تماما كما كان يفعل الصهاينة، لا سيما في حرب تموز.
الآن، فيما نتفرج على مباريات كأس العالم، وفيما يحتفل الناس بالعيد، برز في مقدمة الحدث اليمني اسم "الحديدة".. الواجهة البحرية لصنعاء، والنقطة الاستراتيجية التي يصب عليها التحالف الاميركي السعودي بمساعدة مصر والامارات كل اهتمامه، وناره، كي يسيطر عليها.. ويسطّر ابطال اليمن فيها ملاحم من بطولة ومقاومة.. تمرّ اخبار "الحديدة" مرور الكرام في نشرات الاخبار.. ولولا بعض ادعاء الحياء، لسقطت من اهتمامات معدّي هذه الاخبار.. فالتمويل الخليجي والسيطرة السعودية على الفضاء الاعلامي يجعلان بعض القنوات المحسوبة على "حرية الاعلام" محرجاً في تغطية اخبار اليمن.. فيما تتكالب القنوات التي تجاهر برائحة النفط في اخبارها بتصوير المشهد اليمني وكأنه حرب تحرير يخوضها ال سعود! وهنا، يعود وجه الشبه بين هذه السلالة الملعونة والصهاينة، فنتذكر تلك القنوات في تغطياتها للحروب التي خاضها الصهاينة ضدنا، وكانت ولا تزال تحرص على اظهار الصهيوني بحالة دفاع عن النفس..
والحديث عن اوجه الشبه بين كيانين قاما على اغتصاب الارض واستئجار "الجنود" المرتزقة من كل بقاع الارض يطول ويبلغ حد التطابق في كثير من الاحيان، وكل اختلاف بينهما هو اختلاف بالشكل فقط. وفيما لا تخفي التقارير الصادرة عن الصهاينة التعاون بين الكيانين، يتباهى ال سعود بهذا الشبه، يثبتونه في كل محطة.. يتبرعون بأن يكونوا في محل البديل عن الصهيوني كما فعلوا في بداية الحرب على سوريا..
لكن يبدو انّهم فيما كانوا يتعلمون من الصهاينة كيفية ارتكاب المجازر وتوقيتها، لم يتسنّ لهم فهم واستخلاص اي عبرة، ولم يدركوا ان المقاومة ليست مسألة تفوّق بالسلاح، وان الانتصارات العسكرية الحقيقية لا يمكن صناعتها بالطائرات ولا بالغارات ولا بمقاتلين مأجورين، ولم يفهموا الفارق الذي يميّز الروح التي تقاتل حتى النصر او الاستشهاد وبين الاداة التي تقتل وترجو ان تنفذ مهمتها بسرعة وبدون ان تتعرض للأذى.. لم يتعلموا من هزائمهم المتتالية في كل التحام ان الحرب يحسمها خنجر في يد صاحب الحق، ولو قصفت بيته اعتى الطائرات.
لذلك، والتاريخ يشهد، يدرك الصهاينة انهم في المرحلة الاخيرة من وجودهم ككيان ويستطيعون قراءة نهايتهم في خطوط كل يد تقاتلهم ولو بحجر.. وربما، سيكون زوال ال سعود اسرع من ادراكهم لحقيقة انهم عاجزون بكل ما للكلمة من معنى عن تنفيذ اي فقرة في بنود المهام الاميريكية الموكلة اليهم.. سيزولون قبل ان يفهموا ان سلالة العجز والجهل التي ينحدرون منها مآلها الى مزبلة التاريخ، حيث سيرميها مقاتل يمني، عزيز شريف، صرخ ذات معركة وذات بطولة : سلّم نفسك يا سعودي، أنت محاصر!
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع