يمكن اختصار الخبر بجملتين متلازمتين: ادارتا فايسبوك وتويتر قررتا حجب الصفحات والمواقع الخاصة بالاعلام الحربي المركزي، ومجموعة من الصفحات الداعمة للمقاومة ومن ضمنها صفحة "شاهد نيوز" على موقع تويتر.. الصهاينة يشيدون بالقرار على لسان وزيرهم للأمن الداخلي، ويعتبرونه في سياق الجهد للمس بنشاط حزب الله.
يمكن النظر الى الخبر من زاويتين متعاكستين، الا انّنا من حيث نظرنا، لا يمكن رؤية الامر الا تحت عنوان: ايلام العدو. هذا العنوان نفسه الذي يقف سببا وراء حجب الصفحات المقاومة، وهي ليست المرة الاولى، وحكما ليست الاخيرة.
يعتبر البعض ان المجال الافتراضي هو انعكاس حقيقي تماما لأرض الواقع. ومن هذه الزاوية، يمكن ان نعتبر ان الحرب القائمة بيننا وبين الصهاينة قد اتخذت من العالم الافتراضي ساحة جديدة.. سماها البعض معركة من معارك الحرب الناعمة، وسماها البعض الاخر حربا اعلامية بحتة، ووصل الامر احيانا الى هجومات افتراضية تعرضنا لها عبر القرصنات الالكترونية، او قمنا بها ضد مواقع العدو. هي مصطلحات حربية. وأدت في بعض الاحيان الى خسائر حقيقية وان لم تكن ملموسة. يعتمد جمهور هذه النظرية على ادلة كثيرة، منها الدور الاعلامي الذي يقوم به كل فرد من خلال نشر اخبار المقاومة، وتكذيب الاخبار الملفقة بالصور والايضاحات ( على سبيل المثال: ادعاءات الهجومات الكيميائية في سوريا والفيديوهات التي كذّبتها بالدليل القاطع).. كذلك يمكن اعتبار حملات التوعية ضد التطبيع ولا سيما الثقافي، فضح العملاء، كشف خسائر العدو ونقاط ضعفه، عرض الصور والتسجيلات التي تفضح ممارسات العدو.. كل هذا كان من ضمن الاهداف التي حققتها الصفحات الافتراضية المرتبطة بالمقاومة ولو بالهوى، سواء كانت تعود الى افراد او مجموعات. وبالتالي، فإن قرار ادارة تويتر وفايسبوك، وان بدا اعتياديا ومتوقعا بالنظر الى تكرّره والى ولاء هذه الادارة للصهاينة وحلفائهم، يعبر عن حقيقة ان العدو الذي يحاربنا في عالم الافتراض، يتألم من الضربات الافتراضية التي تقوم بها هذه الصفحات، ويشير الى واقعية الحديث عن الحرب الموازية، الالكترونية، الناعمة، الاعلامية.. مهما كان اسمها، نحن كطرف فيها اثبتنا قدرتنا على ايلام العدو وهو مدعاة فخر وإن بدا ضئيلا امام اصغر جهد يُبذل في هذا الاطار على ارض الواقع.
من زاوية معاكسة، يرى الكثيرون ايضا ان ما يجري في عالم الافتراض يبقى افتراضيا، شبيها بلعبة تقتل الوقت، وتراكم ببطء نوعا من الاكتفاء "بالقتال الافتراضي"! قد تبدو النظرية قاسية بعض الشيء، وقد يذهب البعض الى اعتبار كل جهد خارج اسوار ساحة المعركة هو جهد بلا نتيجة. وفي ذلك اجحاف ربما بحق صفحات واقلام وافراد يساهمون بشكل او بآخر بالتعريف بالمقاومة وابداء الولاء لها بما استطاعوا الى ذلك سبيلا. الا ان هؤلاء انفسهم يدركون اهمية العمل الاعلامي الداعم للمقاومة، وان كانوا لا يعتبرونه عملا مقاوما حقيقيا.. فتراهم اول الداعمين للصفحات التي تعود الى الصفر في عدد المتابعين وفي رصيدها الموثّق من ارشيف صور واخبار وبيانات وتسجيلات. بالتالي، فحتى الناظرين الى "الحرب الموازية" على انها حرب افتراضية، يدركون جمالية ايلام العدو في كل ساحة يمكن ايلامه فيها، ولو كانت لعبة! هذا الدعم، وفي كل مرة تقوم فيها ادارة المواقع الالكترونية باقفال الصفحات التابعة للمقاومة، يساهم في عودة هذه الصفحات بشكل اقوى واكثر متابعة ورفدا بالاخبار وبالمعلومات التي تدخل في اطاري كشف اخبار العدو وشن الحرب النفسية عليه بشكل متواصل.
من هنا، يمكن تلقي الخبر الوارد اعلاه بجملتين ايضا: تابعوا صفحات الاعلام الحربي المركزي الجديدة. فإن كل كلمة تؤلم العدو، وكل صورة تزعجه، هي عمل شريف، يدعم المقاومة ويشير الى عجز هذا العدو عن الانتصار في كل ساحات المعركة.. وفي كل اشكالها.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع