في مثل هذا اليوم 12\\7\\2006 أعلنت المقاومة اللبنانية عن انجاز عمل مقاوم نوعي بهدف تحرير اسرى وأعلنت عن أسر جنود صهاينة, جن جنون الصهاينة فالضربة كانت موجعة والخسائر كبيرة, كانت محصلة العملية مقتل ثمانية جنود صهاينة وتدمير آليات ومعدات, لقد إخترقت المقاومة حدوداً محصنةً ومراقبةً بكل وسائل التقنية فكانت بداية الحرب, لم تكن عملية المقاومة السبب في اندلاع الحرب بل كانت الذريعة والعدو حين يريد شن حرب لن يتأخر في إيجاد الذرائع والشواهد على ذلك كثيرة, ردة الفعل الصهيونية أتت بسياق تنفيذ مخطط أُعد مسبقاً, محور المخطط هو إشعال حروب لولادة شرق أوسط جديد تُرسم حدوده بالدماء بشرت به وزيرة خارجية أمريكا ( كونداليزا رايس) أثناء إندلاع الحرب, كتب الجنرال (رالف بيترز) بتاريخ 15\\6\\2006 بموقع عسكري أمريكي عن الفوضى الخلاقة وعن شرق اوسط جديد يتم فيه تقسيم المقسم لفتات حيث لم تعد مندرجات (سايكس بيكو) تكفي لتأمين مصالح الإستعمار في القرن الواحد والعشرين ولكي يتحقق ذلك لا بد من التخلص من حزب الله الذي أحيا انتصاره في 25\\5\\2000 الشعور بإمكانية مقارعة الإستعمار وزوال (إسرائيل) وبهزيمته يتم ضمان إستسلام عربي بمسمى سلام, حزب الله هو العقدة التي تعيق المشاريع الأمريكية والإستعمارية في المنطقة العربية, لقد أعاق حزب الله بإنتصاره في عام 2000 تمرير اتفاق ذل ومهانة آخر مع لبنان كإتفاقات (كامب ديفيد, أوسلو ووادي عربة), ولأن تحقيق مخطط مشروع القرن الأمريكي يتطلب تسليم إدارة المنطقة للكيان الصهيوني بموجب مشروع شمعون بيرز (الشرق الأوسط الجديد) كان لا بد من التخلص أيضاً من حزب الله ولهذا أعد الصهاينة الأقفاص ليستعرضوا قادته الأسرى لكن الله خيب أملهم وهزمهم رجال نصر الله, شرق أوسطهم الجديد يتكون من كيانات على شكل كانتونات صغيرة متصارعة تكون السيادة فيها على الأرض للصهاينة وبما يخدم مصلحة أمريكا ودول الإستعمار في نهب الموارد لقرن قادم أو يزيد.

شرق أوسط جديد يتم فيه إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية بصفقة قرنهم وبمساهمة قرونهم من العرب والأعراب ليتمكن الكيان الصهيوني الوكيل من إدارة كيانات عربية, لقد ايقنت أمريكا أن عربها وأعرابها بنفذون إملائاتها بشرط التخلص من كابوس حزب الله اللبناني, كانت الحرب على حزب الله هي الحرب الإستعمارية الثالثة بعد حربيّ أفغانستان والعراق, فالحرب على أفغانستان ابتدأت بعد أقل من شهر من أحداث تدمير البرجين المفتعلين في نيويورك.

لم تجرِ رياح حرب تموز كما اشتهى قباطنة سفن الأعداء, لقد تحولت الحرب لكابوس تجرع الصهاينة فيها الهزيمة المرة فاضطرت أمريكا بعد الحاح من الصهاينة طلب وقف الحرب فخرجت المقاومة اللبنانية أقوى وأصلب عوداً عما كانت عليه, وخرج الكيان الوظيفي (إسرائيل) مهزوزاً وذليلاً ومتمماً بعد ذلك صفقة تبادل الأسرى وفق شروط المقاومة اللبنانية.

 بعد فشل الكيان الصهيوني في أداء دوره الوظيفي في حرب تموز 2006 اضطرت أمريكا فوراً لإعادة استراتيجيتها العملانية في المنطقة, تمحورت الخطة الجديدة على إستخدام اتباع الدين الوهابي والإخواني كوكلاء جدد لشن حروب أمريكا والكيان بعدما جربتهم في حروبها في أفغانستان على أن يتم التمويل من قبل محميات الخليج الأمريكية وهذا ما تم في سوريا لاحقاً, لا بد من التنويه أن داعش وهابية المرجعية والنصرة إخوانية المرجعية.

لقد كانت حرب تموز المدماك الأول لبناء محور المقاومة, لقد ساهمت سوريا بالنصر من خلال إرسالها الصواريخ وأطقمها للمساهمة مع حزب الله ورجالة وساهم بعد ذلك حزب الله في الدفاع عن سوريا وتطورت الأمور فكانت مساهمة فرق من الحشد الشعبي في العراق وبهذا المقام لا ننسى فضل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تعزيز واستكمال بناء محور المقاومة الذي سيتعزز أكثر بإنتصار اليمن الآتي بإذن الله, اليوم وبعد مرور اثني عشر عاماً بات محور المقاومة القوة الأهم في الشرق الأوسط وباتت قوة الشر والعدوان أمريكا في حالة وهن وعجز ومرض بعد أن اعتبرها البعض قدراً حتمياً, بهذه المناسبة المجيدة نهنئ حزب الله وسيده سيد المقاومة الشعبية العربية بنصر تموز ونردد مقولته الشهيرة, لقد ولى زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصار.

المصدر: وكالات