شدد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” في لبنان الشيخ نبيل قاووق على أن “النظام السعودي الذي دفع الأموال وتدخل في الانتخابات النيابية وفشل، يريد اليوم أن ينقلب على نتائج هذه الانتخابات بفرض شروطه على تشكيل الحكومة اللبنانية، فهو تدخل ليشكل تحالفا داخل الحكومة المرتقبة بالمال والتهديد، وفرض على البعض قيودا فأصبح مغلوبا على أمره، وهناك من أطلقت السعودية يده فرفع سقف المطالب، وبالتالي توقف مسار تشكيل الحكومة”. قاووق وخلال احتفال تأبيني، سأل “هل المطلوب من السعودية أن تغيّر من المعادلات السياسية التي نتجت عن الانتخابات النيابية، وهل أنها بتدخلها اليوم تريد أن تحاصر العهد وتستنزفه وتبتزه في مواقفه؟”، مشددا على أنهم “لن يستطيعوا أن يغيّروا من المعادلات السياسية الداخلية مهما حاولوا وعرقلوا، فهم يريدون من خلال تحالف داخل الأقلية النيابية أن يقلبوا المعادلات والتوازنات السياسية، وهذا دليل على مغامرة غير محسوبة وطالما أمعنت السعودية بالمغامرات غير المحسوبة”. بدروه، اتهم نائب رئيس المجلس التنفيذي ل”حزب الله” في لبنان علي دعموش السلطات السعودية بعرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية. دعموش وخلال احتفالية جنوب البلاد، شدد على أن الرياض تقف خلف تمسك بعض الجهات السياسية المعروفة بالمطالب والحصص غير الواقعية والتي لا تنسجم مع حجم كتلها النيابية. وشدد المسؤول في “حزب الله” على أن الشعب اللبناني بحاجة إلى “دولة ترعى شؤونه ومصالحه وإلى حكومة تعالج أزماته المتعددة وتعزز ثباته” وفق تعبيره. كما أكد دعموش “أن الطبقات الشعبية بدأت تفقد ثقتها ببعض الطبقة السياسية التي تتمسك بامتيازاتها وتعيق تشكيل الحكومة من خلال مطالبتها بحصص منفوخة”. أشار مراقبون إلى أن تأخر سير العملية السياسية الحكومية في لبنان يعود إلى التدخلات الخارجية، معتبرين أن الرياض تحاول باستمرار العودة إلى لبنان والتحكم بالقرارات السياسية والولاءات بداخله، ولطالما جربت الإحكام بزمام الأمور إلا أنها تفشل في كل مرة، غير أن الإنصياع من بعض الجهات لآراء الرياض لا يزال يؤخر تشكيل الحكومة على الرغم من مرور أكثر من شهرين على تكيف سعد الحريري بتأليفها.

المصدر: مرآة الجزيرة