السعودية وأدواتها في المنطقة هُزموا في سورية
قال النائب في مجلس الشعب السوري أحمد مرعي، إن سياسة النأي بالنفس فشلت في لبنان، مؤكداً أن بين لبنان وسورية علاقة عضوية لا يمكن لأحد أن يفككها. وإذ شدّد على أن معركة إدلب المرتقبة ستكون آخر المعارك الكبرى في سورية، لفت إلى أن مسرحية الكيماوي لم تعد تنطلي على أحد وهي تهدف إلى التغطية على أزمة داخلية يعاني منها ترامب، مؤكداً على أن اميركا وكل أدواتها في المنطقة هُزموا في سورية.
وقال مرعي في حديث خاص لموقع «شاهد نيوز» إن لبنان «سياسة النأي بالنفس أثبتت فشلها في لبنان، وكان من الجدير من لبنان الرسمي منذ بداية الجرب على سورية أن يبحث جيداً المصلحة اللبنانية، ولا يتخذ سياسة النأي بالنفس بل على العكس يقوم بدوره كدولة مجاورة بالوقوف إلى جانب الحكومة الشرعية في سورية وأن يقع رهينة مواقف وقراءات خاطئة».
وأضاف أن «لبنان لا يستطيع أن يعيش بدون سورية وسورية كذلك، هذه دول محكومة بالجغرافيا وووحدة الحياة ووحدة المصير»، مشدّداً على «أننا لا نريد إلا لبنان حراً قوياً منتصراً».
وقال «هنا يستحضرني حادثة جرت مع انطون سعاده مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي عندما سأله أحد اللبنانيين الذي صادفه وهو يتمشى في جبال لبنان سأله حينها: انت انطون سعاده الذي تريد ضم لبنان الى سورية؟ عندها اجابه سعاده: إذا كان هذا الأمر يزعجكم فضموا سورية إلى لبنان ولا تضموا لبنان إلى سورية»، لافتاً إلى أن «بين لبنان وسورية علاقة عضوية لا يمكن لأحد أن يفككها، الله خلق هذه الجغرافية وهذه البشرية في هذه الجغرافية ولا يستطيع أحد أن يغيره هذه الجغرافية ولا هذا الشعب ولا احد يستطيع أن يلغي المصلحة بينهما».
وتحدث عن «نصائح روسية لبعض اللبنانيين عبر الوفود التي زارات موسكو مؤخراً، نصائح للمأخذوين بحمأتهم عليهم، أن يقرؤوا جيداً المتغيرات، ولا يذهبوا بعيداً في مواقفهم ضد سورية».
إعادة الإعمار
وبخصوص ملف إعادة الإعمار، قال مرعي إن «سورية وضعت خطط اعادة الاعمار والأولوية في المشاركة في اعادة هي للدول التي وقفت إلى جانب سورية في حربها ضد الارهاب وهذه الدول هي الصين وروسيا وايران»، وكشف عن أن «هناك لبنانيين طلبوا الدخول إلى هذا الملف عبر اسماء مختلفة وقريبة من سورية، ولكن بحسب معلوماتي سورية تضع فيتو على كل الأطراف الللبنانية التي كانت مشاركة في الحرب على سورية»، مشدّداً على أن «الاوروبيين الذين قالوا بأن لا اعادة اعمار قبل البدء بعملية انتقال سياسي اصبحوا من الماضي، هم اليوم يريدون الدخول إلى هذا الملف وسورية لن تسمح لهم لأن كانوا رأس حربة في الحرب على سورية».
آخر المعارك الكبرى
وعن معركة ادلب، قال مرعي لـ«شاهد نيوز» إنها «ليست اخر المعارك، ولكن هي آخر المعارك الكبرى في سورية، وتكمن أهمتها في القضاء على آخر تجمع ارهابي في سورية، لا يهدد سورية فقط وانما كل الدول القريبة والبعيدة، حيث يوجد إلى جانب الارهابيين السوريين 30000 الف ارهابي اجنبي هؤلاء لا تستطيع أي دولة في العالم أن تستقبلهم، وبالتالي القضاء عليهم اليوم في ادلب يمثل مصلحة مشتركة وخدمة للبشرية جمعاء، وتريدها جميع الدول».
وأضاف «وكذلك تحرير ادلب يعني وضع الأزمة السورية عل سكة الحل السياسي بعد تحرير كل المناطق الكبرى من حلب الى القلمون الى الغوطة الشرقية الى درعا واليوم في ادلب».
تركيا تطلب مهلة
وأكّد مرعي المعلومات التي تحدّثت عن «أن الجانب التركي طلب من الروسي التريث قليلا في معركة إدلب ريثما يكون هناك متسعاً من الوقت للتفاوض مع جبهة النصرة»، وأشار إلى أن «التركي لا يريد نزع سلاح جبهة النصرة بل له مصلحة في بقاء جبهة النصرة وسلاحها لنقل هذه الجبهة بسلاحهم الى المواقع التي يتواجد فيها التركي ويقاتل الاكراد، وهو لن يتخلى عنهم لأن اردوغان يريد اعادة استخدام في محاربة حزب الPKK ».
وقال «بالنسبة لنا، نحن نريد تحرير أرضنا من هؤلاء الارهابيين، والتركي حقيقةً اليوم أمام اختبار اما بأن يقوم بدور ايجابي في انهاء ملف الارهابيين في ادلب أو يتحمل مسوؤلياتها وتبدأ المعركة الكبرى»، مرجحاً أنه «اتخذ قراره بالقيام بدور ايجابي من ضمن ما يجب أن يقوم به كطرف اساسي وضامن من الأطراف الضامنة في الاستانة».
الكيميائي: حكاية ممجوجة
وعن مسرحية الكيميائي التي يجري التحضير لها مرة أخرى، قال مرع إنها « هذه الحكاية أصبحت ممجوجة ولم تعد تنطلي على أحد، وهي معروفة الدلالات والأهداف وتتمثل في التغطية على أزمة داخلية يعاني منها ترامب ويريد توجيه أنظار الأميركيين إلى الخارج، وكذلك هناك اهداف أخرى تريد الإدارة الأميركية أن تقول لهؤلاء الارهابيين إن أميركا معكم وإلى جانبكم»، مضيفاً انه «بالحديث عن الفبركات، فإن الأميركي هو آخر من يتحدث عن الفبركات، ومثال السلاح النووي العراقي ماثل أمامنا، حيث كذب وزيف الأميركيين واتخذوا هذا الأمر ذريعة لغزو العراق».
وأشار مرعي إلى أنه «في ظل الحديث عن المطالبة الأميركية بالانسحاب الايراني من سورية جاءت زيارة وزير الدفاع الايراني امير حاتمي لتثبت أن التحالف في مواجهة أميركا قائم وثابت وتوج بتوقيع اتفاقية ايرانية سورية للتعاون العسكري».
وتساءل «لو قام الاميركي بعدوان على سورية، ما هو تأثير هذا العدوان اليوم؟»، مجيباً أنه «بعد كل هذه الانجازات التي تحققت ميدانياً لم يعد عدوان يؤثر على سير العملية العسكرية في ادلب وعلى مجمل الحل السياسي في سورية، لان سورية وحلفائها قطعوا شوطاً كبيراً في تحقيق انتصارات على الارض ولن يسمحوا لاحد تخريبها».
الاردن يتغيّر والسعودية انكسرت
وعن علاقة سوريا بالأردن والسعودية، قال مرعي إن «الاردن اختلفت كل استراتيجيته تجاه سورية، وهو ينظر اليوم بعد الوضع الاقتصادي الصعب الذي مر به، وانتشار جماعات سلفية على حدوده مع سورية، الى مصلحته»، مشدّداً على أن «مصلحة الأردن اليوم تكمن اقتصادياً وامنياً مع سورية، لذلك نحن نقرأ تحول في الموقف الاردني تجاه سورية والتسهيلات المرافقة لفتح معبر نصيب تؤكد ذلك».
أما عن السعودية فأكد مرعي أن «المشروع السعودي والتركي والقطري فشل في سورية، وهنا نقول بأن سورية اسقطت مشاريع وليس مشروع واحد، السعودي انكسر في سورية».
وقال «في السابق كنا نقول أنهزم ولكن لم ينكسر، اليوم نقول بكل ثقة نقول إنه انكسر»، متسائلاً «أين العصابات التي كانت تدعمها السعودية في سورية؟ أين المساحات التي كانت تحتلها هذه العصابات؟ أين الخبر السوري على شاشة العربية اليوم الذي كان يحتل الخبر الأول؟ وكذلك قطر أين خبر سورية على شاشة الجزيرة؟». وخلص مرعي إلى القول «نحن اليوم نتحدث بكل ثقة، نعم نحن هزمنا اميركا وكل أدواتها في المنطقة».
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع