تهديدات حزب الله وسلاحه النوعي، يلزمان إسرائيل بالاستعداد لمواجهة سيناريوات متطرفة كان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، هدد باللجوء إليها، في حال نشبت الحرب. تأكيد صدر على لسان قائد الدفاع الجوي الإسرائيلي، في مقابلة مع صحيفة معاريف، بمناسبة رأس السنة العبرية، حذر فيها أيضا من تعزز مكونات التهديد في سوريا ولبنان وتناميها.
رأس السنة العبرية مناسبة دورية لإطلالة المسؤولين العسكريين الإسرائيليين على جمهورهم لطمأنتهم. هذه هي العادة المتبعة في تل أبيب، وهذه السنة ليست استثناءً. لكن أن «يطل» قائد الدفاع الجوي على الإسرائيليين، وهو المسؤول عن التصدي لصواريخ حزب الله وحلفائه شمالاً، فهي إطلالة تستأهل التأمل وتكشف أوجه القلق ومحل تركزه.
قبل أيام، أطل على الإسرائيليين ضابط رفيع في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي، ليؤكد نجاعة الخطط الدفاعية في مواجهة سيناريوات توغل حزب الله برياً، رغم إقراره عملياً بقدرته على التوغل، والتشديد على عامل الردع في أن أحداً من مقاتلي الحزب لن يعود حياً إلى لبنان. يأتي اليوم دور الدفاع الجوي، في محاولة إضافية ثانية لطمأنة ما أمكن، حيال الاستعداد لمواجهة صواريخ حزب الله، إن نشبت الحرب.
في ذلك، تكون القيادة العسكرية الإسرائيلية قامت بما عليها إعلامياً، حيال اثنين من التحديات المثيرة للقلق في إسرائيل، إن لدى القيادة أو لدى الجمهور، في ما يتعلق بقدرات حزب الله: التوغل البري؛ والقدرة الصاروخية المتطورة نوعياً.
تحدث الضباط الإسرائيليون في الاتجاهين مع جمهورهم، في محاولة الطمأنة بشأن استعداد وجاهزية جيشهم. مع ذلك، برز في الطمأنة مسعى لحفظ «خط الرجعة» في حال نشبت الحرب فعلاً، وذلك عبر الإشارة إلى «لكن» كبيرة في ما يتعلق بقدرات الحزب وإمكاناته الفعلية، في سياق التأكيد على الجاهزية الإسرائيلية.
في مقابلة أمس، يؤكد قائد الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي، تسفيكا حيموفيتش، أنه عندما يتحدث نصرالله عن ضرب حيفا والخضيرة، فلا يعود أمام إسرائيل الا الاستعداد وتحسين القدرات على الرد مع تعديلات في بناء القوة وتشغيلها، لتحسين القدرة على المواجهة في حال الترجمة العملية للتهديدات.
يضيف أن التهديدات على الأمن الإسرائيلي تغيرت عما كانت عليه في الماضي، إذ إن «حزب الله لم يكن في سوريا وهو اليوم هناك، مع سؤال كبير حول اليوم الذي يلي الحرب السورية: هل يبقى أم يعود إلى لبنان؟ أنا لا أعرف كيف أتنبأ حول هذه المسألة».
وأضاف: «كذلك الوجود الإيراني في سوريا لم يكن في الماضي، وهم الآن يتمركزون فيها. والسؤال حول هذا الوجود أيضا يتعلق بما إذا كانوا سيختفون من سوريا أو لا. نحن نعمل على تحقيق ذلك عبر الجهود السياسية والعسكرية والاستراتيجية، وإن كنت أجد صعوبة في رؤية الإيرانيين يتنازلون عن وجودهم في سوريا وتركها، لكن هذا هو الهدف الإسرائيلي الرقم واحد في الجبهة الشمالية، أي إبعاد الإيرانيين ومنع نقل حدودهم إلى تخوم حدودنا».
في توصيفه لتهديد حزب الله وتمدده في الساحتين السورية واللبنانية، يؤكد الضابط الإسرائيلي تشكل جبهة شمالية مختلفة تماماً عمّا كانت عليه قبل سنوات، «إذ باتت تشمل ربط سوريا ولبنان بجبهة واحدة من دون حدود. حزب الله نفسه موجود في سوريا وفي لبنان، ومن الصعب معرفة مركز ثقله الرئيسي في الساحتين».
وتابع حيموفيتش ليؤكد حجم التحدي وتعقيداته في سياق الإصرار على تحقيق المصالح الإسرائيلية: «كدولة وجيش وسلاح جو، نعمل كل ما بوسعنا كي نمنع التمركز الإيراني في سوريا، وكذلك منع حزب الله من التزود بسلاح استراتيجي من شأنه أن يستخدم ضدنا. وهذه الاستراتيجية لم تتغير في السنوات الاخيرة، وإن باتت أكثر تعقيداً وتحدياً».
وعن الهدوء على الجبهة اللبنانية واللاقتال فيها، شدد حيموفيتش على تجنب الوقوع في خطأ تقديرات الميدان الظاهري؛ فـ«إذا كان حزب الله يقاتل في سوريا إلى جانب الهدوء على الجبهة، إلى جانب التزود بأسلحة متطورة وتحسين خبرته وأهليته القتالية، فهذا ليس هدوءاً. وإذا قاتل الجيش السوري وتسلّح، فهذا أيضاً ليس هدوءاً».
مع ذلك، طمأن حيموفيتش الإسرائيليين إلى تطوير القدرات الإسرائيلية لمواجهة التهديدات في الساحتين السورية واللبنانية وقوس التهديد المشترك للمكونات الثلاثة، ايران وسوريا وحزب الله، لافتاً الى أن «سوريا هذه باتت مغايرة وإن أرادت أن تواجهنا بمركّبات تهديدها، فيجب أن نكون جاهزين».