لم تأت فرقة المحكمة الدولية بجديد. تكلفة انشائها وانعقادها واجور العاملين فيها لم تعد علينا، كدافعي الضرائب التي مولتها، بأي خبر لا نتوقعه، لأننا ببساطة على يقين بأن الحريري اغتيل فقط لعقد هذه "المهزلة" والوصول بها إلى اتهام حزب الله وسوريا.
أما بعد، وقد أُسدل الستار على "الحقيقة" منذ لحظة التفجير، فالاتهامات السياسية المجهزة سلفًا بدت فاضحة، بحيث لربما كاد أحدهم أن يقوم باتهام سوريا وحزب الله قبل التفجير الذي أودى بحياة رفيق الحريري، لو أن هذا التفجير تأخر قليلاً.
حدث ما حدث. وقام الكثيرون بمحاولة إخفاء كل خيط يقود إلى "الحقيقة" تحت شعار المطالبة بها. وهنا، تجلّى الحقد على المقاومة بأسطع صوره. بدا اصحاب الادعاء في المحكمة الدولية مستميتين في محاولة اتهام حزب الله، حتى أنهم لم يبذلوا جهدًا في اخفاء حقدهم وتواطئهم.
بالمقابل، قال حزب الله ما عنده بخصوص اغتيال الحريري. أشار إلى دور الصهاينة في التفجير، وحذّر من الوقوع في الفخ الذي يُجهّز للبلد، واكتفى بهذا القدر من التعليق على المسألة، فهذه المنظومة المنشغلة بخوض المعركة الكبرى ضد العدو الأكبر، لن تضيع وقتًا أو جهدًا في اقناع احد ببراءتها من جريمة الاغتيال، لا سيما أن من يتهمها بذلك هم أكثر الناس معرفة ببراءتها، وعلمًا بالفاعل الحقيقي، بل أكثر الحريصين أصلا على إخفائه.
اليوم، انعقدت الفرقة الهزلية وأعلن الادعاء عن توجيه الاتهام لحزب الله بشخص الشهيد العظيم مصطفى بدر الدين.، وهذا القرار ليس جديدًا أيضًا،. بل قيد التداول منذ ما قبل استشهاد بدر الدين، الذي خاض الحرب في سوريا ضد حلفاء وصانعي المشروع الذي تشكل "المحكمة الدولية" احدى ادواته، وعاد منتصرًا حدّ الشهادة!
مصطفى بدر الدين، هذا الاسم وحده يكفي لزلزلة الكيان الصهيوني، ومن بجانبه من أقزام عرب، ومن خلفه من حمقى العالم. بعد الشهادة كما قبلها، ما زال يخيفهم، ما زال يترك على وجوههم علامات الرعب واشارات الحقد.
لم يكتف الادعاء بتسمية من يتهمهم، بل يشير إلى دور "النظام السوري" في عملية الاغتيال. هنا يتخذ الاتهام شكلًا مضحكًا إلى حدّ ما. فالحريري المغتال ما كان ليتحول من رجل اعمال سعودي إلى رئيس حكومة لبنان لولا رضا السوريين، وهي حقيقة. والحريري الابن خير شاهد على ذلك، أقله بعد اغتيال أبيه. فقبل ذلك لم يكن سعد الدين على علم بأي من مجريات السياسة اللبنانية.
المهم، لسنا في إطار دحض أي اتهام، ولا في وارد الخوض في الادلة التي تثبت تورط المتورطين الحقيقيين في ذلك الاغتيال، لكن بمناسبة هذا القرار، لا بد لنا من تجديد الفخر بالحيّ دائما العظيم مصطفى بدر الدين، وبالمقاومة التي حملها راية من عشق وثورة..
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع