إلى اليوم فشلت كل محاولات الصغار والدول الممولة والراعية لهم في إطفاء بعض نور حزب الله ومقاومته وقادته، ليصل الأمر إلى حد أن تصبح تسمية شارع في الغبيري من ضاحية بيروت الجنوبية موضوعاً مرتبطاً بالأمن القومي للمنطقة وصولاً إلى بلاد الواق واق ربما.
منذ شهور جرت تسمية جادة في أهم مناطق بيروت باسم ملك قتل آلاف الأطفال اليمنيين وشارك في قتل الآلاف أمثالهم في سوريا، ودمر اليمن وشارك في تدمير سوريا، مع ما رافق التسمية من اعتراضات لعدد كبير من اللبنانيين وأحزابهم وناشطيهم على هذه التسمية، وبعض هذا الاعتراض كان إكراماً لرئيس حكومة لبنان الذي بات سجيناً لأيام في ممكلة هذا الإرهابي الكبير، لأن المفروض أن كرامة هذا المسؤول من كرامة هذا البلد، لبنان. ومع كل ذلك افتُتحت الجادة بمشاركة كبار القوم ووجهائهم، وبطبلٍ وزمر و"زنبليطة" وبوجوه صفراء تقطر ضحكاً غبياً لا كرامة فيه.
إذاً، اختار القوم شارعاً أطلقوا عليه اسم ملك هو في نظرهم زعيم عربي وإسلامي كبير لا يُشقّ له غبار، تركت بصماته على تاريخ الأمة بطولاتٍ وإنجازات راوها بيضاء ناصعة ورايناها سوداء مظلمة كليل الحجاز حمراء قانية كلون دماء أطفال اليمن.
وحين قامت جهة رسمية هي بلدية الغبيري بتقديم طلب لتسمية أحد شوارعها باسم قائد جهادي كبير هو السيد مصطفى بدر الدين، وفق الأصول القانوينة المعمول بها، لم يوافق وزير الداخلية على الطلب، و"نام عليه" سنة كاملة، ما سمح لبلدية الغبيري باعتماد التسمية بعد مرور الفترة الزمنية التي يكون فيها لوزارة الداخلية القبول أو الرفض، وفي حال عدم ردها خلال المهلة تكون البلدية حرة التصرف في التسمية، وهذا ما حصل.
لكن الوضع السياسي في البلد لا يسمح بتسمية شارع باسم قائد مجاهد، وقد يؤدي الى فتنة سياسية دينية قد تمتد آثارها الى المريخ وزحل، لذلك أعلن وزير الداخلية اعتراضه، وطلب من بلدية الغبيري إزالة اللافتات الحاملة لاسم الشارع، ربما طمعاً في أن يكون له زقاق يوضع اسمه عليه في أحد أحياء مدينة سعودية ما.
الوزير "مش عارف حاله مع مين عم يحكي"، ويبدو أنه لا يعلم أن اللعب بالشارع في بلد كلبنان قد يؤدي إلى فتنة كبرى لا تحمد عقباها.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع