اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان على المتمسكين بعاشوراء مسؤولية  تاريخية بالحفاظ على هذه المناسبة وإحيائها ومكانتها وعظمتها واحترامها وهذا يخص النخبة وعامة الناس.

الامين العام لحزب اللهالسيد نصرالله وفي خطابه في ليلة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية شكر الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية وكل من ساهم في توفير الجو الأمني المناسب لإحياء مراسم عاشوراء. كما اشاد بالتنسيق التام بين حزب الله وحركة أمل ضمن مراسم إحياء ليالي عاشوراء في جميع المناطق.

وفي تطرقه الى التطورات والمواضيع السياسية والأمنية اكد السيد نصر الله ان معرفة العدو هي من اهم الامور، مشيرا اننا ننظر الى الادارة الاميركية كعدو والبعض في المنطقة ينظر إليها كصديق وحليف. وتطرق الى الادوار الاميركية مشيرا ان اخطر مرحلة عاشتها منطقتنا هي مرحلة داعش والنصرة والجماعات التكفيرية متسائلا من جاء بهولاء اليست اميركا وحلفاؤها؟  كما اشار الى دور اميركا في اطالة عمر الجماعات الارهابية في سوريا ولبنان والعراق والمنطقة وفي العقوبات والضغط على الشعوب مقدما كمثال على ذلك ما يحصل مع الجمهورية الاسلامية في ايران. كما شدد على ان اميركا تتدخل في كل الشؤون الداخلية لكل دول العالم حتى في روسيا والمانيا وفرنسا. وسأل من الذي يدفع تجاه التوطين في لبنان؟ اميركا هي التي تدفع اليه خدمة لاسرائيل. واضاف من بدأ الحرب على اليمن هي المملكة السعودية والولايات المتحدة تبرر جرائم هذا النظام.

واكد اننا في ليلة العاشر كما في كل سنة نعرف ونقول لشعبنا وشعوب امتنا: العدو والمشكل الحقيقي هي اميركا والسياسات الاميركية وحتى اسرائيل هي اداة في المشروع الاميركي ولذلك نصنفها في دائرة العدو، الاخرون لا يريدون ان يصنفوها كعدو لكن لا تتعاطوا معها كصديق بل تعاطوا معها بحذر وانتباه في الحد الادنى.

وسأل من يستطيع ان يفصل لبنان عن المنطقة ويقول لا علاقة للبنان فيه ولبنان يجب ان يبقى بمعزل عنه مشددا على ان ما يجري في المنطقة مصيري لكل الشعب اللبناني سائلا بأي منطق توجه الينا الدعوات للخروج من قضايا المنطقة؟.

ودعا في هذا السياق اصدقاء وحلفاء اميركا ان يجيبوا على السؤال لو سيطرت داعش على سوريا ما هو مصير لبنان والاردن والعراق ودول الخليج ولو سيطرت داعش العراق ماذا سيحصل لسوريا ودول الخليج؟

واضاف: من بداية الاحداث في سوريا اغلب القوى السياسية تدخل بكل ما يستطيع في سوريا لكن الفرق بيننا وبين غيرنا هو الامكانيات البشرية والمادية والعسكرية لكن القوى السياسية اغلبها تدخلت وما زالت تتدخل والشواهد من 7 سنوات الى اليوم موجودة. وخلص الى القول تعالوا لا ننأى بأنفسنا لأن ما يجري بالمنطقة يرسم مصير لبنان والمنطقة.

ليلة العاشر من محرمواضاف سماحته: اعتقد ان هذا العام هو عام الانتهاء من داعش عسكريا في المنطقة ان شاء الله وهذا انتصار كبير ومهم جدا ونجاة للمنطقة من محنة عظيمة، لافتا ان العراق وسوريا ولبنان بحاجة الى انتباه امني وإن كان في لبنان فيما يعني داعش لا يبدو ان لديهم خلايا نائمة في لبنان . ولفت ان اميركا تنقل داعش من مكان الى مكان و”بالهليكوبتر الاميركي” وهي تنقلها اليوم الى افغانستان وباكستان و شمال افريقيا واليمن.

واعتبر السيد نصر الله ان ما تم التوصل اليه حول ادلب امر جيد ومعقول ومرهون بالنتائج وموقفنا يرتبط بموقف القيادة السورية لكن بنظرة موضوعية نحن نعتبر ان هذه النتيجة جيدة ومعقولة ولكن مرهونة النتائج وهذا سياخذ سورية الى مرحلة جديدة ودائما كنا نقول حيث يمكن ايجاد تسوية فلتكن تسوية، لافتا ان مسالة شرق الفرات ترتبط بالاستراتيجة الاميركية متوجها الى الاكراد بالقول: لا ترهنوا على الاميركيين فهذا الرهان خاطئ.

واذ اشار السيد نصر الله اننا اذا نستطيع ان نفترض ان سوريا تتجه الى هدوء كبير قال اننا باقون في سوريا حتى بعد التسوية في ادلب والبقاء مرتبط بالحاجة وبموافقة القيادة السورية، فطالما القيادة في سوريا تقول لكم حاجة نحن باقون. واشار الى ان تراجع الجبهات يؤدي الى التاثير بالاعداد لكن نحن باقون حتى اشعار آخر.

واعلن السيد نصر الله ان العدوان الاسرائيلي المتواصل على سوريا بعض حججه غير صحيحة، وقال ان بعض الاماكن لها علاقة بنقل السلاح لكن العديد من الاعتداءات لا علاقة له بذلك بل لأن اسرائيل ايقنت ان المشروع الاميركي السعودي في سوريا فشل الى غير رجعة. واضاف ان اسرائيل لم يعد هناك من يدافع عنها ، وامام استعادة الجيش السوري لعافيته اسرائيل بحاجة ان تدافع هي بنفسها عن نفسها لذلك تمنع قيام جيش سوري قوي . واكد في هذا الاطار ان محور المقاومة معني جديا بعد كل الذي يحصل ان يدرس الامر واستمرار ها الوضع لا يطاق ولا يُتحمل ويجب ان نجد له حلا. واكد ان علينا كلبنانيين بأن نفكّر بكيفية منع الإستباحة الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.

السيد نصر الله اشار الى انه في كل يوم يثبت ان هناك جهات دولية واطرافاً محلية تشجع السوريين على عدم العودة الى سوريا ولذلك يحتاج الامر الى جهد مضاعف، والاعداد التي تعود هي قليلة نسبة لحجم النازحين. وسأل السيد نصرالله: من الذي يريد إيجاد تغيير ديمغرافي في لبنان وسوريا نحن أم الدول والقوى السياسية التي تحول دون عودة اللاجئين إلى بلدهم؟

وفي ملف تشكيل الحكومة اكد السيد نصرالله انه “مهما شرقوا أو غربوا” فجميع الأفرقاء سيشكلون حكومة سوياً ولا أحد قادر على إلغاء الآخر فلماذا تضييع الوقت وتوتير الأجواء؟ واضاف ان الجميع يتحدث عن خطورة الوضع في لبنان لكن التعطيل هو الذي يحكم الموقف بشأن تشكيل الحكومة ، مجددا الدعوة إلى الهدوء وحل القضايا الخلافية بالتواصل والحكمة .

وحول ملف الفساد قال السيد نصرالله: أود أن أجدد إلتزامنا بكل ما يتعلق ببرنامجنا الإنتخابي وعلى رأسه مكافحة الفساد، واضاف السيد نصرالله: نحن نؤيد التشريع بالحد الأدنى في ما يتعلق بالملفات الملحّة  وكشف ان  حزب الله سيقدم مشاريع قوانين تهدف الى مكافحة الفساد والمحسوبيات المتعلقة بالتوظيف في لبنان.

السيد نصرالله اعلن اننا في حزب الله نعيش مرحلة ضغوط وسنواجه ضغوطاً أيضاً وهذا الطريق هو طريق ذات الشوكة. ولفت ان ما يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي هو جزء من خطة الحرب ضد حزب الله . وشدد على اننا يجب ان تكون ثقتنا بانفسنا ومسيرتنا ومقاومتنا وحزبنا وقادتنا ومسؤولينا كبيرة جدا، واضاف:نحن لسنا معصومين وهناك من يرتكب اخطاء لكن كحزب نصمم على تصحيح الاخطاء. واشار اننا نحن الخط الامامي من صناع الانتصارات في لبنان والمنطقة وهؤلا ء القادة والرجال والمسؤولون والبيئة الحاضنة هي التي اخرجت اسرائيل من لبنان وصنعت اول انتصار عربي تاريخي وهذه المقاومة وهؤلاء شاركوا في دفع اكبر فاجعة عن لبنان والمنطقة . واكد ان ارادتنا  من حديد وعزمنا من صلابة عزم الامام الحسين ومن يريد لنا ان نتشتت ليفرض علينا خيارته المذلة، نحن عشاق الحسين قاتلنا وعشنا بشعار “هيهات منا الذلة”. وتوجه لمن يشن الحملة على حزب الله بالقول: في الحرب النفسية التي تُشن علينا ستفشلون لأننا قوم نستند في استعدادنا للتضحية إلى أبي عبدالله الحسين.

وشدد على انه لولا هؤلاء الذين تنالهم ألسنة السوء لكانت “داعش” في بيوتكم تسبي نساءكم وتنهب اموالكم وتمس بمقدساتكم لكن هناك من لا يعترف بالنعمة نحن مسيرة اسقطت الذل عن الوجوه الذليلة واخرجت انسان هذا البلد والمنطقة الى شعور العزة والكرامة والقدرة على صنع التاريخ.

المصدر: موقع المنار