لا يجد بعض وسائل الإعلام اللبنانية أي حرج، في القضايا الوطنية، في ترويج دعاية العدو الموجّهة للتأثير على الرأي العام اللبناني والدولي. ولا يختلِف في ذلك إعلام خاص أو رسمي. ففيما تولّت بعض وسائل الإعلام الخاصة في الأيام الماضية نقل المزاعم الإسرائيلية بشأن مخازن الصوايخ قرب المطار، كما هي من دون أي تدخّل، كان لافتاً أمس لجوء الشاشات اللبنانية، وبينها التلفزيون الرسمي، الى بث تغريدات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي افيخاي أدرعي حرفياً، علماً أنها تهدف الى الترويج لدعاية يدحض بها العدو الردّ الرسمي اللبناني على تهديداته. والمشكلة هنا أن القيام بهذه الخطوة ليسَ نقلاً مهنياً لخبر، بقدر ما هو بث لدعاية كاذبة هدفها تثبيت مزاعم العدو لدى الرأي العام والردّ على الردّ اللبناني. وفيما يتعامل العدو مع الإعلام بصفته أحد أسلحته في معاركه، وتفرض الرقابة العسكرية نشر الأخبار التي يوافق عليها الجيش الإسرائيلي وتحظر تلك التي ترى القيادة العسكرية أنها تضر بـ«الأمن القومي»، يستسهل الكثير من وسائل الإعلام اللبنانية التطوع لخدمة أهداف العدو الدعائية ضد لبنان. وأسوأ ما في الأمر أنه يحصل على الإعلام الرسمي أيضاً، وليس الخاص وحده.