هذه المرّة خذوه… مبروك عليكم!
- سياسة
- مقال
- بيار أبي صعب
- الخميس 25 تشرين الأول 2018
-
0
«دولة الرئيس سعد جالس يومين في السعوديّة، فأرجو ما تطلع اشاعات انو مخطوف»، ويقهقه سموّ الأمير، يضحك هو على نكتته لفرط هضامتها. نكتة ذكيّة وملتبسة حتّى أنّها حيّرت الحاشية، فتصاعد التصفيق خجولاً ومتردداً. مسكين الرئيس سعد الحريري. مسكين وبائس في تلك اللقطة القصيرة التي دارت حول العالم، وتفوّقت على «فيديو ميشال أبو سليمان» المزعوم. مثير للشفقة والاشمئزاز. لا ليس مغلوباً على أمره، بل يستحق ما يجري له وأكثر. كالتلميذ المقاصص جلس إلى يمين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في الكرنفال المعدّ خصيصاً للاحتفال بانتصار الأول، واذلال الثاني. أين من عينيْ الشيخ سعد تلك النظرة الكاسرة التي كانت تقدح شرراً مكبوتاً، لدى ابن الصحافي المغدور جمال خاشقجي، المرغم على مصافحة اليد التي لم يجفّ عليها دم والده بعد. ذاك كان مشهدا شكسبيرياً بامتياز. مع سعد الحريري، نحن في أحد مقالب غوار الطوشة مكسيموم! لقد جاء بدوره إلى وكر جلاده بالمهمّة نفسها: تبرئة هذا الأخير من حفلة المهانة التي أنزلها به، متلاعباً به كدمية، ومعه بلبنان وبشعبه وباستقراره وبسلمه الأهلي. يومذاك إلتقط اللبنانيون أنفاسهم، وتكاتفوا للمطالبة به، وفرضوا النهاية السعيدة التي لم تكن مضمونة أبداً!