واصلت إسرائيل بث رسائل التهويل على لبنان، والدفع باتجاه إقلاق داخلي وسجال، من شأنه الضغط على المقاومة وسلاحها. هذه المرة عبر الجانب الأميركي، المتجنّد دائماً لخدمة المصالح الإسرائيلية.

إضافة إلى التصريحات والمواقف والتقارير المهولة الواردة من تل أبيب، في الفترة الاخيرة، استخدمت إسرائيل أمس، وتحديداً رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، لقاءً جمعه بوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لاستكمال التهديد والتهويل على لبنان: أوقِفوا أنشطة حزب الله وإلا فإن إسرائيل ستبادر بنفسها إلى إيقافها.
الرسالة الإسرائيلية حملها نتنياهو إلى الجانب الأميركي خلال لقائه بومبيو أمس في بروكسل، في لقاء وصف إسرائيلياً بالعاجل و«الطارئ»، سبقته وأعقبته مواقف وتصريحات إسرائيلية شبيهة برسائل نقلت قبل شهرين عبر فرنسا إلى بيروت، هدّدت في حينه لبنان بالعدوان العسكري إن لم تبادر الحكومة اللبنانية إلى مواجهة حزب الله ومنع تنامي قدراته العسكرية.
نتنياهو الذي وصل أمس إلى بروكسل برفقة رئيس الموساد، تامير باردو، قال: سأبحث معه (بومبيو) سلسلة من التطورات في منطقتنا والطرق التي نتخذها معاً من اجل كبح عدوانية إيران وأتباعها في الشمال. بالطبع سنبحث أيضاً مواضيع أخرى»، وأضاف «اللقاء مهم جداً، ونحن موجودون على اتصال دائم مع أصدقائنا الأميركيين».
وفيما تطرف أحد كتاب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت في التركيز على البعد الحربي المباشر للقاء بروكسل، وأنه قد يكون مقدمة لعملية عسكرية في لبنان، ذكرت القناة الثانية العبرية أن لقاء نتنياهو ـــ بومبيو يبحث في تطورات مهمة تحدث في لبنان في الفترة الأخيرة، تحاول إسرائيل منعها والحؤول دونها، عبر الوساطات والضغوط الخارجية.
وقالت القناة إن الجهد الإسرائيلي مرتكز في ذلك على جبهتين: أميركا من جهة، وفرنسا من جهة ثانية، حيث للدولتين قدرة تأثير على الحكومة اللبنانية، ودفعها إلى الضغط على حزب الله ومنع أنشطة تطوير سلاحه وترسانته الصاروخية.
قناة «كانْ» العبرية أشارت في تقرير لها إلى ضرورة الحذر والابتعاد عن التقديرات المتطرفة للقاء بومبيو: لو كان نتنياهو يخطط لشيء صاخب جداً وثقيل جداً في الساحة اللبنانية، لما شاهدنا هذه العلنية المفرطة، إن لجهة تصريحاته المباشرة أو حتى علنية اللقاء نفسه وكل ما يرد على لسانه من تهديدات، وكأنه يقول «أمسِكوني قبل أن أفعل شيئاً». وأضافت يبدو أن كل ذلك جزء لا يتجزأ من حرب المواقف والتغريدات بين إسرائيل وحزب الله.
مع ذلك، الحراك الإسرائيلي المشبع بالتهويل تعبير واضح عن معضلة وجد صانع القرار في تل أبيب نفسه أسيراً فيها بين أن يقرر التحرك ضد المقاومة في الساحة اللبنانية وهو يدرك تبعاتها ومساوئها، والامتناع عن التحرك في ظل تنامي التهديد وتعاظمه. واقع يعبّر عن نفسه دورياً منذ عام 2006 مع نقلات التعاظم النوعي لقدرات حزب الله التي باتت صفة من صفات السباق بين الجانبين: إشباع الموقف الدفاعي لحزب الله عبر تناميه عسكرياً، مقابل إرادة الصدّ والمنع الإسرائيلية.

المصدر: يحيى دبوق – الأخبار