قبل أكثر من سنتين ونصف، كشف فريق خاص من الخبراء في القيادة الشمالية، بمساعدة شعبة الاستخبارات، عن مشروع سري لحزب الله على الحدود: أنفاق هجومية لعمليات نوعية. كثّف العمليات الأولى وزير الأمن السابق بوغي يعلون، وتلاه في ذلك رئيس الأمن السابق أفيغدور ليبرمان.

طوال شهر، أجريت مناقشات لمتابعة جمع المعلومات الاستخباراتية حول الأنفاق الواقعة على طول الحدود، وفي المناطق التي يشتبه بحفر أنفاق هجومية فيها. خلال هذه النقاشات، تعالت الآراء فيما إذا كان سيتم تنفيذ عملية هندسية في المنطقة لكشف الأنفاق وتحييدها، مع الأخذ بالاعتبار خطر اندلاع مواجهة مباشرة مع حزب الله، أو انتظار الوقت المناسب للعملية.

مصادر مطّلعة على العملية صرحت بأنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، جرى نقاش كبير في المؤسسة الأمنية حول مسألة التوقيت. أثناء النقاش، أصرّ عدد قليل من المسؤولين على أنّ نوعية المعلومات الاستخباراتية حول الأنفاق عالية وأن بالإمكان التعامل مع المخاطر بهدوء، في أثناء انتظار جمع معلومات عن أنفاق أُخرى. مع مضي الوقت، تم تبني هذا النهج لتضليل حزب الله، الذي نجح في الحفاظ على التقسيم الكبير في مسألة مشروع الأنفاق. وفي اللحظة التي سيتم فيها اتخاذ قرار لاستخدامها بالتسلل إلى المستوطنات أو القواعد الإسرائيلية؛ سيعمل الجيش الإسرائيلي على تحييدها.

مضى الوقت، وفي كل مّرة يدور نقاش حاد حول مسألة توقيت العملية، ويتم اتخاذ الأسلوب البراغماتي من جديد. ولكن، بدأ في الآونة الأخيرة تغيير في نهج رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت، الذي بدأ بالضغط من أجل تنفيذ عملية "درع الشمال" لتحييد الأنفاق، ووجد آيزنكوت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كشريك له في هذا النهج، وقد كان هناك مسؤولون في المؤسسة الأمنية ممّن رفعوا حاجبهم في أعقاب نشر موعد بدء العملية.

مسؤولون كانوا في خضم العملية طوال سنوات قالوا بأن قرار التأجيل في كل مرة لعملية "درع الشمال" كان يهدف لمنع الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حول الأنفاق ، والذي كان سيؤدي ربما إلى مواجهة بين الطرفين. ما وراء ذلك، تعاملت إسرائيل مع التوتر حول تحديات أكبر بكثير، مثل مشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان الذي يسعى إليه كلّ من حزب الله وإيران. لكن عندما يتعلق الأمر بالأنفاق، فلا شك بأنّ هذا تهديد حقيقي ومباشر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بشكل ينبغي على الجيش الإسرائيلي أن ينفذ هجمات داخل الأراضي اللبنانية.

أمير بوخبوط - واللا

المصدر: أطلس للدراسات