في مرحلة عجزه، يسعى الأخطبوط الأميركي إلى تحريك يديه حيثما استطاع كي يضمن الحد الأدنى من الأرباح التي اعتاد او خطّط لجنيها من دول العالم، ولا سيّما في الدول التي تصارع هيمنته كناهب وسارق وارهابي دوليّ.
بعيدا عن اي ادعاء بالاطلاع المباشر على الشأن الڤنزويلي الذي احتل الأخبار منذ الأمس، قليل من المعرفة بالنهج الأميركي الذي نلمسه ونعايشه يوميا في بلادنا المنكوبة بالطمع الأميركي، يعطينا القليل من الامكانيات التي تتيح لنا كمشاهدين أن نحكم على الحدث الڤنزويلي. القاعدة بسيطة: نحن ضد السياسة الأميركية في سائر بقاع الأرض، بغض النظر عمّن يدير هذه السياسة مرحليًا. وبالتالي حكمًا نحن مع من يعارض هذه السياسة، وحتمًا مع كل ما يؤذيها ويضر بمصالحها.
مارس الأميركيون في ڤنزويلا اللعبة ذاتها التي اعتادوا ممارستها في الشرق الأوسط. قليل من الشعارات المضاف إليها اللعب على وتر المصائب والمصاعب المعيشية التي تعاني منها كل دول العالم المنهوبة من الأميركيين. تلا ذلك، تحميل هذه المصائب والمصاعب للنظام المعادي لأميركا، ثم انتخابات، ثم برلمان فيه ما يكفي من "أصدقاء الولايات المتحدة" ثم انقلاب. (اختلف السيناريو في بعض بلادنا متخذا شكل "انقلاب شعبي" تحت مسمى "الربيع العربي").
إذاً، من باب الانقلاب البرلماني، المسرح الأكثر رحابة لاحتواء أكذوبة "الديمقراطية"، يسعى الأميركي اليوم إلى كسر العناد الڤنزويلي. انقلب رئيس البرلمان، صديق الولايات المتحدة الأميركية، معلنًا نفسه رئيسًا للبلاد، في محاولة للإطاحة بالرئيس المعادي لمركز النهب الرأسمالي العالمي: مودورو. وحتى الآن، ما زال مودورو، محصّنًا بشعبه، يدير الأزمة، ويسيطر على الحدث الذي هزّ بلاده. قد يكون اسمه غريبًا على أحاديثنا. لم نعرفه كما عرفنا الجميل الأممي الذي سبقه إلى رئاسة البلاد ومواجهة الأميركي، الا أنه يكفي أن نعرف أنّه كسلفه شاڤيز، يعادي عدوّنا وعدوّه، كي نحفظ اسمه جيّدا، ونعتبر أن معركته هي صورة عن معركتنا، وأن انتصاره هو بشكل من الأشكال انتصار لنا أيضًا، أو ربما درس يتعلم منه الساعون إلى تنفيذ خطط الأميركي تحت شعارات تحاكي وجعنا المعيشي الذي يسوده فقر وبطالة وفساد. هذا الوجع الذي يطاولنا جميعًا، نحن فقراء هذه الأرض، والذي سببه ليس ابدا شخص أو نظام محليّ أو "عهد" جديد، إنما سببه، في كل مكان منظومة نهب دولية اسمها على الخارطة، "الولايات المتحدة الاميركية".
 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع