بعد التراشق الإعلامي بين الرئيس سعد الحريري والنائب السابق وليد جنبلاط، دخلت أكثر من وساطة على خطّ التهدئة بين الطرفين، ما أنتج «هدنة» إعلامية بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. وعدا عن إشارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطابه أول من أمس، إلى ضرورة التهدئة، أجرى النائب غازي العريضي اتصالاً بالمعاون السياسي لنصرالله الحاج حسين الخليل، وضعه فيها في أجواء امتعاض جنبلاط وشعوره بأن ثمّة حملة ممنهجة ضدّه، بدءاً بالحكومة الجديدة. وبدا لافتاً أول من أمس، توجّه السفيرة الأميركية إليزابيث ريتشارد إلى كليمنصو، ولقائها جنبلاط، في زيارة وصفها مصدر «وسطي» لـ«الأخبار» بـ«الزيارة التضامنية». وبحسب المعلومات، فإن جنبلاط ووزير «خارجيته» وزير الصناعة وائل أبو فاعور، قادا حملة اتصالات بأكثر من سفير دولة، منها فرنسا ومصر والسعودية، ووضعاهم في أجواء «الحصار الذي يتعرض له الحزب التقدمي الاشتراكي من تحالف الوزير جبران باسيل والحريري، وتوزير الوزير صالح الغريب والوزير غسان عطالله، وتسليمهما وزاراتين حساستين بالنسبة إلى الاشتراكي، هما شؤون النازحين والمهجرين». ويكرّر جنبلاط أمام زوّاره وخلال اتصالاته، أن «الحملة في الأوساط الدرزية» عليه تقودها ضدّه سوريا، بالإضافة إلى الحريري - باسيل، محمّلاً رئيس الحكومة «الذنب الأكبر» في تركه عرضة للاستهداف. وبينما سُرِّب خبر التهدئة بين الاشتراكي والمستقبل أمس، جرى الحديث عن زيارة قام بها أمس أبو فاعور للسعودية، للقاء المستشار نزار العلولا ومدير المخابرات السعودية خالد حميدان لوضعهما في صورة الخلاف مع الحريري.
في المقابل، أجرى وزير الدفاع الياس بو صعب أمس اتصالاً بأبو فاعور، لتوضيح المواقف، ونقل أبو صعب أجواء طمأنة إلى جنبلاط. ومن المفترض أن يزور وفد من نواب اللقاء الديموقراطي بعبدا اليوم، ولقاء رئيس الجمهورية ميشال عون وطرح هواجس الاشتراكي أمامه.