هل شعرتم بالخجل من أنفسكم ودولتكم ومذهبكم يوما ما؟ أنا بالطبع مسلمة سنية وأفخر بذلك الى أن ألقى ربي، لكن أقسم ان هذا ما انتابني عندما نعتتني بعض الصديقات الشيعيات أخواتي في الوطن من اقارب الطفل الاحسائي الذبيح (زكريا الجابر) على يد سلفي جامي مبايع لابن سلمان، نعتنني بأننا قتلة، ولا نقيم وزنا لحقوق الاخوة في الوطن، واننا لا امان لنا.
   
  (زكريا الجابر) نحر بأداة حادة على يد تكفيري يعرفه السعوديون جيدا، ويعرفون تطرفه، ومن رباه من شيوخنا البائسين ولهذا تتحفظ السلطات عن اعلان هويته، وعندما تواصلت مع والدة الطفل بعد ان صحت من هول صدمتها، أكدت أن المجرم سألها لأكثر من مرة وبأسلوب متودد اذا كانت شيعية، ما يعني أنه يريدها ان لا تهابه لينفذ بعد ذلك جريمته البربرية.
   
  وآسفاه على بلاد الحرمين وطني، أضحت مملكة التقطيع والذبح وقطع الرؤوس، لعنة الله على شبه الدولة التي تقودها هذه العائلة اللانسانية، سعودي سلفي جامي كما عرفت من بعد تتبعي ومع من يعرفه ويصادقه 100% ولا أريد ان اقول داعشي، فبعض الدواعش أرحم منه ومن أمير الأسيد والحرق واذابة البشر!
   اذن سلفي جامي تربى عند مشايخ مملكة الاجرام وسلخ البشر، وفي عنقه بيعة لملك السعودية الذي لا يملك من أمره شيئا!  هذا التيار الذي يصفه ولي العهد بالاسلام الوسطي المعتدل! هذا الارهابي يذبح زكريا (6 أعوام) امام عيني والدته، دون ان يهتز وجدان شرطة الدولة المصادرة لبن سلمان، ولم يكلف اي مسؤول خاطره بمواساة اهل زكريا المفجوعين بالمصاب الجلل، وفوق ذلك تقوم بعض مخلفات شرطة بن سلمان الدينية برفض دفن الطفل الأحسائي في مقبرة البقيع باعتباره كافرا، وتسببوا في تاجيل تشييعه ودفنه لساعات.
  وقعت الجريمة في طريق سلطان بن عبد العزيز بالمدينة المنورة حيث استأجرت ام الطفل سيارة للذهاب لزيارة مرقد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وعندما صعدت قالت " بسم الله توكلنا على الله ، اللهم صل على محمد واله" فالتفت اليها السائق متسائلا عدة مرات هل انتِ شيعية فأجابت نعم ثم أوقف بعد فترة وجيزة السيارة بالقرب من احد المقاهي واخذ الطفل من امه بالقوة ليذبحه لعنة الله على أمثاله.
  سارعت وسائل إعلام بن سلمان إلى نسج روايات مختلفة حول الحادث في محاولة للتغطية على هذه الجريمة والتستر على وحشية ما يدرسونه من مناهج في السعودية، ووالله لن يفرق هذا القاتل بين شيعي وسني حنفي صوفي أو شافعي ولا يعتبر الا السلفية الجامية شعب الله المختار.
  القاتل الذي اخبرني بعض جيرانه انه كان ممن يبررون قتل خاشقجي واذابته بالاسيد باعتباره ناكثا لبيعة ولي الامر التي تؤدي به الى الكفر تدعي  السلطات الان أنه مختل عقليا، حسب زعمها، مع انه مطوع يعرفه الاهالي، ويحفط أكثر من نصف القرآن وهو ما يؤكد أنه بكامل قواه العقلية وأن الدافع الحقيقي وراء هذه الجريمة هو أفكاره التكفيرية الجامية.
  الجريمة البشعة ظلت متجاهلة حتى الان من قبل منظمات حقوق الانسان، وحتى لم تندد بها على اقل تقدير، وتضاف الى سجل السعودية الاسود في الاعدامات وسجن المعارضين والناشطين.
  شريعة القتل ليست من الاسلام ولا حتى السلفية على طريقة الشيخ سلمان العودة وعائض القرني وامثالهم. ان اكبر الجرائم التي يمكن للانسان ان يرتكبها واكثرها معصية لله انما هي جريمة قتل النفس البشرية فليس هناك عمل اسوأ من القتل يمكن للانسان ان يفعله، وجريمة نحر هذا الطفل وان كان (رافضيا) هي نتيجة للفكر التكفيري المتعصب الذي يتم الترويج له في الكتب الدراسية في السعودية وكذلك على المنابر في المساجد وكذا في الاعلام السعودي.

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع