قال الرئيس السوري بشار الأسد أن مخطط التقسيم قديم، وأشار الى أنه لا يشمل سوريا فقط، بل كل دول المنطقة.

وخلال لقائه رؤساء المجالس المحلية من جميع المحافظات السورية، رأى الأسد أن الدستور غير خاضع للمساومة، وقال لن نسمح للدول المعادية أن تحقق عبر عملائها الذين يحملون الجنسية السورية أيا من أهدافها.

وأشار إلى أن بنية المجتمع المتينة والدولة القوية تمكننا من التمسك بثوابتنا.. ومستقبل سوريا يقرره حصرا السوريون، مشيرا إلى أن لا حوار بين طرف وطني وآخر عميل، وأن من حمى الوطن هو صمود الشعب واحتضان الشعب للقوات المسلحة وهذه حقيقة.

الأسد اعتبر ان دور الأمم المتحدة مرحب به إذا كان مستندا إلى ميثاقها، مشددا على أن الأعداء فشلوا في الاعتماد على الإرهاب والعملاء فانتقلوا للمرحلة الثالثة هي تفعيل العميل التركي في المناطق الشمالية.

وفي هذا السياق فإن أي شبر من سوريا سوف يحرر وأي محتل سنتعامل معه كعدو وهذه بديهة وطنية غير خاضعة للنقاش.

الرئيس السوري أضاف "علينا اليوم وفي المستقبل أن نعرف معرفة يقينية أن الحرب كانت بيننا نحن السوريون وبين الإرهاب، وأن أي انتصار يكون حصراً على الارهاب بغض النظر عن جنسيته"، وتابع " نحن السوريين ننتصر مع بعضنا لا على بعضنا".

وشدد الرئيس الأسد على ان الحوار ضروري، ولكن هناك فرق بين طروحات تخلق حواراً  وطروحات تخلق انقساماً في وقت نحن أحوج فيه إلى الوحدة، وأضاف أن الحوار دائماً أساسي، والهدف أن يكون هذا الحوار مثمراً لكي نصل إلى حل، ويجب أن يستند إلى حقائق وليس على انفعالات، أقصد الانفعالات الكاذبة أو انفعالات الانتهازيين..

لمن يراهن على الأمريكي لن يحميكم الأمريكي بل سيقايض عليكم

وتوجه الرئيس السوري إلى من يراهن على الأمريكي بالقول "لن يحميكم الأمريكي بل سيقايض عليكم ولن يحميكم سوى الجيش العربي السوري"، وقال "عندما نقف في خندق واحد ونسدد باتجاه واحد بدلا من أن نسدد على بعضنا البعض لن نقلق من أي تهديد مهما كان كبيرا".

واعتبر الأسد أنه "لن يعوض عن خساراتنا وأحزاننا إلا انتصارات وتضحيات الجيش العربي السوري في الميدان، ولن ننسى مخطوفينا وقد تحرر عدد منهم ولن نتوقف عن العمل من أجل تحريرهم أو معرفة مصيرهم".

وتابع قائلا "انطلاقا من مبدأ العدالة لا يمكن المساواة بين من حمل السلاح دفاعا عن الوطن وبين من تهرب من اداء واجبه تجاه وطنه"، وأنه لا بد من كسب ثقة المواطن وتكوين القناعة لديه بفعالية المجالس المحلية.

الرئيس الأسد أضاف " نحمل كلنا مسؤولية والتزاما وطنيا بالوقوف إلى جانب ذوي الشهداء والجرحى".

التعافي الكبير والاستقرار لن يكون إلا بالقضاء على آخر إرهابي

ورأى الرئيس الأسد أن التعافي الكبير والاستقرار لن يكون إلا بالقضاء على آخر إرهابي، وأن السيادة الوطنية شيء مقدس فأن تكون قد انتهكت من قبل الإرهابيين فهذا لايعني التنازل عن جوهرها وهو القرار الوطني.

وتابع قائلا "أعداؤنا عندما بدؤوا الحرب كانوا يعرفون أنهم سيتركون لنا بنية تحتية مدمرة ويعرفون أننا سنعيد بناءها لكن الأصعب هو التعامل مع البنية الفكرية ويجب ألا نفشل في ذلك".

وأشار الرئيس السوري إلى أن العملية السياسية لم تحقق شيئاً حتى الآن لأن الدول المعتدية والداعمة للإرهاب مازالت مصرة على عرقلة أي عملية جدية مثل سوتشي واستانا.

وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد

على صعيد آخر، رأى الرئيس السوري أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت بشكل ما في تردي الأوضاع في البلاد وهي مجرد أدوات، وقال "علينا أن لانعتقد خطأ بأن الحرب انتهت فالحرب لم تنته ومازلنا نخوض أربعة أنواع  من الحروب.. الحرب الأولى عسكرية والثانية حرب الحصار والثالثة حرب الانترنت والرابعة حرب الفاسدين".

وتابع قائلا "لا أبرر التقصير وبنفس الوقت أريد القول أن التقصير الأكبر وخاصة في موضوع الغاز هو عدم شفافية المؤسسات"، واشار الى ان "اجراء الانتخابات المحلية في موعدها يثبت قوة الشعب والدولة ويؤكد فشل الأعداء في تحويل سورية إلى دولة فاشلة"، وأن "صدور قانون 107 الخاص بالإدارة المحلية كان خطوه هامة في زيادة فعالية الإدارات المحلية".

نحن امام الجيل الرابع من الحروب وهي الأنترنت

الرئيس الأسد قال أنه بعد تحسن الوضع الميداني نحن أمام فرصة لنقلة نوعية في عمل الإدارة المحلية ستنعكس على جميع مناحي الحياة، وأن عدد الكفاءات العلمية تضاعف عدة مرات بسبب توسع التعليم.

وأضاف الأسد ان الوحدات المحلية أصبحت الآن أكثر قدرة على تأدية مهامها دون الاعتماد على السلطة المركزية، وأن إطلاق المشاريع التنموية بشكل محلي يتكامل مع المشاريع التنموية للدولة.

وإذ أشار إلى أنه من إيجابيات القانون الجديد للإدارة المحلية هو توسيع مشاركة المواطن مع ادارات الدولة في صنع القرار، رأى أنه يجب أن يكون الحل من القمة والقاعدة التي قد تكون أقدر على اجتراح الحلول وخاصة في الظروف الحالية.

وقال "نحن امام الجيل الرابع من الحروب وهي الأنترنت وبصفحات ظاهرها وطني ولكن في الحقيقة هي مواقع خارجية"، وأن الوضع الحالي يتطلب الحذر الشديد نتيجة فشل الأعداء عبر دعم الإرهاب وعبر عملائهم لأنهم سيسعون لخلق الفوضى من داخل المجتمع السوري.

الرئيس السوري رأى أن التحدي الأساسي هو تأمين المواد الأساسية للمواطن والذي تواجهه صعوبات يفرضها الحصار، وأن معركة الحصار هي معركة قائمة بحد ذاتها.. هي معركة كر وفر تشبه المعارك العسكرية، وأضاف أن صاحب المعاناة يحتاج إلى معالجة مشكلاته لا إلى سماع خطابات بلاغية.