كل مرة تمخضت فيها جبالُ تيار المستقبل ولدت فئراناً، في الحقيقة هي ليست جبالاً لكن المثل أورد كلمة جبل ولا بد من مراعاته، بينما هي في الواقع زواريب وأزقة تتمخض فتلد فئراناً وزقاقيين في السياسة والاقتصاد والإعلام وفي كل مجالات الحياة وحسب الطلب.
التلقيح الاصطناعي جاهز والبويضات الخبيثة مهيّأة بانتظار الحدث العتيد، ومصنع الأكاذيب شغّالٌ ليلاً نهاراً وكل ما يحتاج إليه تغليف المنتَج بما يناسب الحدث.
حزب الله هو المسؤول عن هدر خمسة وثلاثين مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف المليارات المتهم بتضييعها أو سرقتها مَن أحسّ بأنه سيلاحق بفعلته فلجأ إلى غطاء المذهب، ثلاثة أضعاف وحبة مسك. هكذا يقول إعلام التيار الأزرق، ومرجعه تقرير أعدّه "خبراء تشريعيون واقتصاديون"، خبراء نسأل الله أن لا يكونوا من نوع خبراء المحكمة إياها، وقد قام الخبراء، آجرهم الله وآل الحريري، باحتساب سنوات تعطيل حزب الله للدولة اللبنانية بالأشهر والأسابيع والأيام والساعات والأجزاء من الثانية، في دقة قل نظيرها، فالمسؤولية كبيرة والأمانة الملقاة على أكتافهم صعبة، وقيادة التيار الأزرق المتوسط (لا أدري لماذا تذكرت تلويث البحر الأبيض المتوسط الآن) على أحر من الجمر لكشف الوقائع للبنانيين، فهي منهم ولهم، و"البلد ماشي" بهم، وعليهم، والتيار يعمل "لعيونهم" المجهدة بالسهر في طلب لقمة الخبز التي عزّت عليهم واضطروا للعمل في مكانين أو أكثر ليلاً نهاراً للحصول على هذه اللقمة.
بصراحةٍ، كدت أصدق تقرير الخبراء العظماء، لا سيما وقد ازدان بكل ما لذ وطاب من بهاراتٍ ومطيبات، كهتك الدستور ورعاية شبكات التهريب والتهرب الضريبي إلى تأمين "البيئة الجغرافية الحاضنة لتجّار الموت ومافيات التزوير والمخدرات وسرقة السيارات"، كدت أصدق هذه الأمور لولا أنني تذكرت أنني سمعت بها من قبل، وبعد حك الرأس لبعض الوقت تذكرت أن هذه الممارسات مارس بعضها حلفاء لتيار المستقبل، من أبطال الحرب الأهلية، ومارس بعضها الآخر حلفاء تيار التيار من عظماء "الثورة السورية الكبرى"، داعش والنصرة وكل هذه الميليشيات الإرهابية حليفة تيار الضحك على الناس بتنكات الزيت والدولارات والريالات.
تمخض الإعلام المستقبلي فولد مقالاتٍ عفنة فاسدة، لأنها مستقاة من مصادر تحيا على مزابل الخزعبلات، وصادرة عن قلوب وعقول أعماها الحقد أو المال أو كلاهما، وصدق المثل حين قال: يلّي فيكي بتحطيه فيي.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع