تتصاعد وتيرة عمليات فدائيي فلسطين الذين يقومون بطعن جنود الاحتلال بسكاكينهم الحادة الناطقة بالحق والمدافعة عما تبقى من الشرف والكرامة العربية، بينما في الدفة الأخرى هناك منشار مسلط على رقبة كل معارض لمملكة تدّعي تمثيلها العروبة وهي بعيدةً كل البعد عنها، فما الفرق بين سكين فلسطين ومنشار السعودية؟
السكين هو سكين فلسطين الحادة التي سنها المقاوم واعتنى بها وخبأها لكي يأتي يومٌ ينفذ بها عمليته الفدائية مقبلاً على الموت المؤكدٌ غير مبالٍ به وكل همه الدفاع عن مقدسات العرب، المسلمين والمسيحيين على حدٍ سواء، يسير ثابت الخطى نحو هدفه ويده لا ترتجف وقلبه مطمئنٌ بأنه إذا كُتبت له الحياة أو الاستشهاد فسيعود منتصراً وخلفه أمةٌ ستفتخر به وبما قدمه من عملٍ بطوليٍ ضد كيان لن يعترف به الفلسطيني ولا العربي الشريف مهما روجت الأفواه الآثمة العربية لصفقة سميت بصفقة القرن، التي كلها ربح للاحتلال ومن يدور بفلكه ، وخسارة للقضية الفلسطينية وكل من يؤمن بأحقيتها وعدالتها.
أما المنشار فهو ذاك الذي سلطه محمد بن سلمان وقطع به من يعارضه، بدايةً بحربه على اليمن التي حز بها نحور الآلاف من الأطفال والنساء والرجال المدنيين دون ذنبٍ أو جناية. وأكمل المنشار دورته فزج بكل معارضٍ له وكل من يجده ابن سلمان يشكل خطراً على حلمه في اعتلاء عرش المملكة، فمنشار بن سلمان لم يميز بين شيعي وسني حيث حز نحر الشيخ الجليل نمر باقر النمر لأنه دافع عن حق الشعب السعودي وقال كلمة حقٍ بوجه سلطانٍ جائر، كما قام المنشار بتقطيع جسد الصحافي جمال خاشقجي السني، بجريمةٍ هزت مشاعر العالم بأسره، وأظهرت ما يضمره "أبو منشار" من أساليب إجرامية للتخلص من مناوئيه.
السكين الفلسطيني الشريف لا يقارن بمنشار الحقد والكراهية السعودي، وشتان ما بين من يدّعي زوراً حمله للقضية الفلسطينية ويقوم كل يومٍ بقتل كل من يؤيدها، ويعقد الصفقات من أجل التخلص منها، وبين من يضرب بسكينه بعزم من أجل القضية، ولو على حساب حياته الفانية.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع