وصل إلى لبنان وزير خارجية دولة الإرهاب العالمي مايك بومبيو وفي حقيبته، كما يبشرنا الإعلام المؤمرَك بكل فرح، تهديدات بفرض المزيد من العقوبات والتضييق على حزب الله، بالإضافة إلى عصا التخويف مما يحل بلبنان لو استمرّ بسعيه في تأمين حدوده البحرية، ما يضمن له استخراج نفطه حتى آخر برميل.
سيهلّل كثيرون للقادم الأميركي، الحامل على كتفه كل هزائم الولايات المتحدة في المنطقة، وسيؤخذ بالأحضان، وقد يفتقد حضن رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، الذي احتضن خليفته كونداليزا رايس التي زارتنا في العام ألفين وستة، وسط قصف بيروت والمناطق اللبنانية من قبَل العدو "الإسرائيلي"، ومع انتشار روائح الدماء والحرائق، وغبار الأبنية السكنية المتداعية تحت عنف الصواريخ التي كان بعضها من صناعة دولة "الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان" الأولى في العالم.
سيهوّل الوزير الأميركي بالكلام والعصا، وسيرتجف بعض المستمعين من الذين ارتجفوا في العام ألفين وستة، وفي أعوام أخرى قبله، منذ أيام البارجة نيوجيرسي على الأقل، ومن آخرين جدد في عالم السياسة، وسينكس آخرون رؤوسهم الفارغة بينما رذاذ فم الوزير الأميركي يصل إليها وهو ينعق لائماً بعضهم على التقصير في الوقوف في وجه حزب الله، والصمت على "سيطرته على الدولة اللبنانية". ولن يلقى الوزير من هؤلاء سوى العبارات المتقطعة، الجبانة، المتذرعة بسلاح حزب الله الذي يمنعها من رفع الصوت عالياً، أو بالظروف في المنطقة، أو المرددة لعبارات فارس سعيد اليومية ضد حزب الله.
ستثور أعصاب الوزير الأميركي أكثر فأكثر، سيلعن في نفسه هؤلاء "الجباء" الذين لم يخيبوا أمله، لأن التجارب السابقة التي مر بها خلفاؤه وزراء الخارجية السابقون مع هؤلاء لا شكّ أنه اطلع عليها، وإن كان قد توقع ربما أنه سيحرك فيهم بعض النشاط الإضافي.
يعلم هذا الأميركي أن الزمن الذي كان يلتقط فيه السفير الأميركي في لبنان هاتفه ليأمر وينهى قد مضى، وإن كان هذا الهاتف ما زال ساخناً وناشطاً من رقم إلى آخر، وأن الاستدعاءات إلى السفارة في عوكر مع استمرارها لن تفيد، وأن التهديد والوعيد لم يجدِ مع شرفاء هذا الوطن يوم كانت البندقية والمسدس لا سواهما المواجهَين لجنود بلده يوم جاؤوا بعشرات الآلاف قبل أن يعود المئات منهم في الصناديق الخشبية.
في لبنان سياسيون شرفاء من كل الطوائف، سيُسمعون الوزير الأميركي ما لن يحب أن يسمعه، وسيعود خائباً، منكس الرأس، مثقلاً بالهزائم، لاعناً حظه الذي جعله وزير خارجية الولايات المتحدة في أرذل عمرها.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع