شارك منسق عام جبهة العمل الإسلامي في لبنان الشيخ الدكتور زهير عثمان الجعيد في اللقاء العلمائي الوحدوي الذي عقد أمس في المدرسة الدينية في مدينة صور بدعوة من لقاء علماء صور والمركز الإسلامي للتبليغ بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج والمبعث النبوي الشريف، وألقى كلمة جاء فيها:

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
 سادتي العلماء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  سأنطلق بالكلام في هذا اللقاء في مدينة صُور العزة والكرامة والمقاومة.. صور العلماء.. في صور التي لا تبعد عن فلسطين.. ومنها ومن خلال قربها الجغرافي نشم عبق فلسطين والقدس.. فهنا نجتمع اليوم كعلماء للأمة الإسلامية بكافة مذاهبها وطوائفها.. يقول ربنا جل وعلا: وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ.. هي دعوة محمد في مبعثه الشريف دعوة الاعتصام والوحدة فنجتمع ونلتزم بهذه الدعوة بينما البعض يجتمع ويحتفل بهذه المناسبات متقوقعاً على نفسه ضمن طائفته ومذهبه، فهذا شافعي وهناك حنفي وآخر مالكي  وذاك السلفي وآخر شيعي كل لوحده وينبذ الآخر، ولكنك الآن ترى كل  هذا النسيج أمامك الآن هنا في صور وفي هذا اللقاء مصداقاً لقول الله تعالى: "وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" .

  هذا الخط وهذا المحور هو الذي يمثل الأمة بكل ما تحمل من مشاكل وهموم وتحديات، وهو يحملها بكفاءة وجدارة ولا يقدم لها مجرد كلام على المنابر ولكنه يُقدم خيرة علمائه وشبابه، أولسنا في أرض الشيخ راغب حرب؟ وفي أرض الشهيد عماد مغنية؟ وما أدراكم ما عماد مغنية؟ وعشقه وعمله وجهاده وتضحياته من أجل فلسطين والقدس.

ففلسطين لا تتحرر من خلال بيانات ولا بقرارات أمم متحدة وجامعة عربية ولقد اجتمعت هذه الجامعة بالأمس القريب لكي تُظهر سوءات العرب في أبشع صورها، ولكن بضعة من شهداء ومجاهدين في فلسطين كأمثال الشهيد عمر أبو ليلى كانوا الرد الواقعي والحقيقي والناجح في وجه كل قرارات الاستسلام والعار.. فبشباب هذا الخط وبعلماء وحدويين صادقين كأمثالكم كفيلين ليس فقط بتحرير القدس وفلسطين، بل بتحرير الإنسانية جمعاء لأن هذا الدين ليس هو فقط لأتباعه بل هو رحمة هو رحمة الله المهداة للبشر جميعا: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ).
 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.