يمتلك الفقراء دومًا تلك المقدرة العالية على الحب، وما السعي إلى ردّ الجميل إلا سمة من سمات الحب. لهذا، رأينا "بيئتنا" التي تعاني من ألف وجع مزمن في تلبية احتياجاتها اليومية، تهرع إلى البحث عن وسيلة تساعد فيها الأحبة الإيرانيين الذين أصابتهم السّيول والفيضانات في بيوتهم وأرزاقهم وحياتهم..
يدرك الذين تذوقوا التعب والقهر في كل أيامهم، أن التعرّض لمصيبة بحجم سيل يجتاح البيوت ويشرّد ناسها ليس بالأمر الهيّن، فتراهم يتهافتون بكل قلوبهم بحثًا عن وسيلة يمدّون بها يد العون لإخوتهم الذين "مسّهم الضّر".. يعرفون أن وسائلهم ليست بالحجم الذي قد يكون كافيًا، لكن هذا كل ما يستطيعون إليه سبيلًا..
هم ربما يخجلون من كون حملاتهم التي تبتغي المساعدة هي حملات متواضعة وتتخذ طابعًا فرديًا، إلا أن هذا الخجل الجميل لا يُقارن بمدى خجلهم من أنفسهم فيما لو وقفوا متفرّجين على اهل البلاد التي لم تتأخر يومًا عن مدّ يد العون لهم في كل أيامهم، حبًّا ودعمًا وسلاحًا! 
كيف ينسى أهل الضاحية وكل بقعة طاولها العدوان الهمجي في تموز ٢٠٠٦ لطف اليد الإيرانية التي امتدت تمسح عن وجوه بيوتهم غبار الحرب، وتعيدها "أجمل ممّا كانت"؟ 
كيف تنسى قرى عامل التي وقفت بعد الانتصار تلملم جرحها كيف كان الوعد الإيراني يسابق الوقت كي يلتئم الجرح ويزول الوجع؟
هل ينسى البقاع المقاوم الذي يقبع منذ سنين طوال تحت خط الحرمان من أبسط مقومات الحياة، الحياة التي حاول أن يكسر عنفوانها الارهاب، هل ينسى الدور الإيراني في تعزيز قدرة وقوة حزب الله على تحطيم أنف الإرهاب في الجرد الأبيّ؟
قيل لا يهون الجميل على أهل العزة، والفقراء خيرة أهل العزة وأهل الحب.. هم أجمل من يتحسسون ألم الآخرين، ولو لم يكن الآخرون قد سبقوا بالفضل وبالجميل، فكيف ان كان هؤلاء قد بادروا بالحب عند كل وجع؟ لذا، كان "رد الجميل" واجبًا وحقًّا يعرفه الناس هنا ولا ينتظرون "جهة رسمية" تدفعهم إليه.
إذاً، تنادى الناس إلى مبادرات لمساعدة أهل إيران الحبيبة. حملات صغيرة تدرك أن القليل من العطاء يغني صاحبه، ويبقى خيرًا من التفرّج بصمت على وجع من داووا بكل قوّتهم أوجاعنا..

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع