باسم المتراس المزروع في صدرالبلد، باسم الربيع الذي ينفجر على قبور الشهداء ويتشظى الى فدائيين، باسم الفولاذ صاحب الأعزاء فوق الخنادق باسم البنادق، صدر قرار الحركة الأسيرة.
في العام ١٩٦٧ أنهى أسرى الحرية في سجون الاحتلال إضرابهم احتجاجاً على قضية النوم على الأرض، وفي ١٩٧٠ أنهوا مهزلة مناداة السجّان بـ«حاضر يا سيدي»، وفي العام ١٩٧٧ أنهى أسرانا بإضرابهم مهزلة صناعة شبك تمويه الدبابة الذي كانت تجبرهم عليه مصلحة السجون، كما أنه في عام ١٩٨١ أنهى أسرانا سياسة عصب الأعين والتكبيل عند ملاقاة ذويهم في الزيارة، واليوم لا ينقص وزنهم إلا من كرامة في معركة جديدة ضد آلة البطش الصهيونية.
الغضب يرابط في الزنازين وترحب بما ضاقت به الميادين المفتوحة، وكل ما شحّت به الدروب من أساليب مواجهة، تخلقه الحركة الاسيرة في يدها العزلاء وصدرها العاري امام قوات النحشون المُنتقاة من فئة الشباب وأصحاب البنية الجسدية العالية لقمع الأسرى وتحطيم مقتنياتهم الضئيلة، كصورة طفلة من أطفالهم كبرت نطفة حرّة خلف السّور الزائل.
بعد ان قرر الاسرى خوض هذا الاضراب الذي تمخض عن تراكمات تعسفية، كانت شرارة الفتيل فيها نصب اجهزة تشويش مسرطنة ذات مضار مباشرة سببت وبشكل فوري وملحوظ صداعاً شديداً للكثير من الأسرى، وعلى عكس كل سجون العالم التي تضم القتلة والسارقين، هذه السجون معقل الفدائيين الذين أدبوا الاحتلال ببطولاتهم، كيف كانوا ليستكينوا لمثل هذه الإجراءات؟
في الوقت الذي يقوم البعض الهزيل المهزوم بالمشاركة في انتخابات الكنيست الذي يشرعن قتل الفلسطينيين ويضفي شكلاً من الشرعية على أفراد مجرمين مثل وزير الداخلية في حكومة الكيان الصهيوني في سن القوانين التي من شأنها التضييق على الأسرى، يقوم الأسرى بشحذ اظافرهم وغرسها في لحم العدو، فهم من اجبروا مصلحة السجون على الغاء وانهاء اجراء تفتيش «العروم»،-كلمة عبرية تعني التفتيش العاري او شبه العاري-، لبعض عوائل الاسرى اثناء الزيارة، و هم من ثأروا لشهدائهم الأسرى، وماؤهم وملحهم ماء وجهنا المتبقي.
مع الأسرى في موقف شعبي جماهيري يحمي خيارهم في الصمود، مع الأسرى حتى انتزاع كل حقوقهم من جوف قلب الغزاة، مع الأسرى إلى ان ينضب الشرف في الأمم، مع الأسرى حتى يذهب الذل وتبتل بالكرامة العروق ويثبت النصر، فإن كان للصبر حدود وشكل، فشكله الأسرى، معهم الى التحرر من كل قيد وبدون شرط.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع