منذ أربع سنوات صدر كتاب صهيوني يكشف بعض تفاصيل عملية اغتيال قادة حركة فتح في فردان/بيروت في مثل هذه الايام من العام 1973 كردّ على عمليات المقاومة ولا سيما عملية اولمبياد ميونيخ 1972. الكتاب للمؤلف الصهيوني "إفرات ماس" ويحمل صورة قديمة لتلك الجاسوسة بتاريخ عملها في لبنان.
الكتاب عبارة عن مذكرات عميلة الموساد، التي كانت مكلفة بمراقبة المباني التي يقطنها القادة الشهداء، والتي لم تكشف عن هويتها كاملة وإنما تم اعطاؤها اسما رمزيا هو "ياعيل" او "يائيل" خوفاً من أن "تطالها أية عملية ثأرية بعد كل هذه السنوات" حسب قولها!!
هذه العميلة هي صهيونية يهودية مولودة في كندا ونشأت في نيوجيرسي الامريكية، حيث تروي الكثير من ذكرياتها وما تزعم أنه "معاداة للسامية" هناك. وبعد تجرية زواج فاشلة قررت الهجرة وحدها الى فلسطين المحتلة حيث أقامت فترة قبل أن يتم تجنيدها لصالح الموساد.
بعد مدة تم انتدابها لمهمة مراقبة قادة حركة فتح فأتت الى لبنان عبر مكتب الموساد في بروكسل/بلجيكا تحت ستار أنها مؤلفة سيناريو أمريكية وتريد اعداد فيلم عن الليدي ستانهوب التي اقامت في دير المخلص في اقصى جنوبي جبل لبنان قرب قرية جون الى الشمال الشرقي من صيدا. وتروي كيف اصطحبها ضابط الموساد الى احد الكتّاب الصهاينة الذي دربها وعلمها كيفية الجلوس على المكتب ونثر الارواق والمسودات لتستطيع تقمص شخصية "كاتبة" باتقان!!
جاءت الى بيروت وكانت مهمتها "في غاية البساطة" عكس ما تصورت بحيث استأجرت شقة بسهولة فائقة مقابل شقق هؤلاء القادة في شارع الوليد من مواطن لبناني اسمه "فؤاد عبود" رغم ان تلك البقعة كانت بمثابة "مربع امني" لقيادة منظمة التحرير!! وتعتقد ان كونها امريكية سهل الامر عليها كثيراً.
تنتقل "ياعيل" لسرد يومياتها في بيروت واندماجها بالحياة اليومية ولقاءاتها المتعددة بضباط الموساد حتى أنها كانت تلتقي بأحدهم في فندق بيروتي على عشاء فاخر ومنظرهما يوحي بأنهما عشيقان يتسامران بينما هما في الواقع يتبادلان المعلومات المرمّزة من دون أن تدري ان قوات العدو المحمولة بحراً تنتظر معلوماتها عندما اكدت لذلك الضابط ان "الاشياء الثلاثة" موجودة في مكانها لتكون المفاجأة بعد عودتها الى شقتها عندما سمعت أزيز الرصاص وصوت الانفجارات فخافت "أن تصيبها رصاصة طائشة" فاحتمت في الجانب البعيد من الشقة.
في اليوم التالي استفاقت على اصوات التشييع وحالة الاحباط في الشارع ونداءات التحريض ضد الكيان الغاصب... فخافت أن تنالها تلك الغضبة كونها امريكية لكنها واصلت حياتها اليومية وقصدت مزين الشعر كي لا تثير أية شبهات.
بعد خمسة أيام جاءتها الاوامر بضرورة الانسحاب فتبرع الشخص الذي أجرها المنزل بأن يوصلها الى المطار بنفسه ليحميها خوفاً عليها فوصلت الى بروكسل ثم انتقلت الى لقاء غولدا مائير التي تفاجأت بها وقالت: "كل هذا الانجاز تم بفضل هذه الفتاة الصغيرة؟" ثم عانقتها وقبلتها.... وبعد فترة جاء أبوها من امريكا للقائها بعد فراق دام سنوات.
تعيش "ياعيل" الثمانينية اليوم داخل الكيان الصهيوني ولا تزال تحسب حساب أن تكون هدفاً لعملية ثأرية لذلك لا زالت تخفي هويتها الحقيقية ولا تزال تذكر من ساعدها في لبنان وتتخيل لو عرفوا هويتها الحقيقية!!
ونحن نقول لها: نامي مطمنئة فالعرب يثأرون من بعضهم البعض!! وكثر قد يفتخرون أنهم خدموكِ للأسف في هذا الزمن الحالك... وكثيرون سيتهافتون لالتقاط صورة تذكارية معك ليفتخروا بها... وتشهد لهم عند اميرهم!!

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع