المدرسة الرسمية في لبنان بألف خير وعافية، المدرسون، متفرغين ومتعاقدين، ينالون حقوقهم وحبة مسك، الأبنية تتحقق فيها كل شروط السلامة والأمان، والتدفئة، لا سيما في القرى الجبلية، على خير ما يرام، وكثيراً ما راجع الأهالي المسؤولين طالبين السماح لهم بالدخول إلى الصفوف لينعموا ببعض الدفء الذي ينعم به أولادهم، و"بالطريق" يتعلمون بعض الدروس المفيدة لهم في الحياة. وتكثر مراجعات الأهالي في أشهر الحر إذ يعاني التلاميذ من شدة برودة المكيفات التي يصر المدرسون على إبقائها شغالة، فالكهرباء لا تنقطع وموازنات المدارس تشكو من فائض ما فيها من المال. ولن نحدثكم عن بيوت الخلاء التي صارت مقصد المواطنين لشدة نظافتها وروائح المنظفات العابقة فيها.

أما المناهج التربوية فهي تواكب وتتحاوز المناهج التربوية المعتمدة في اليابان والولايات المتحدة، لا سيما لناحية استخدام الأجهزة اللوحية التي أراحت التلاميذ من الكتب والحقائب التي كانت تكسر ظهورهم. وقد زار بعض خبراء التربية الأجانب بعض المدارس الرسمية اللبنانية من أجل نقل التجربة اللبنانية في التعليم الرسمي إلى بلادهم.

كل هذه الأمور جعلت نسب النجاح في المدارس الرسمية مرتفعة جداً، حتى اضطرت وزارة التربية إلى اعتماد عمر التلميذ كمحدد لكونه الأول في صفه أو الثاني، لأن العلامة كانت تعطى كاملة لكل التلاميذ، وعليه فإن الأكبر سناً في الصف يكون الأول على صفه، وهكذا.

لكنّ أمراً واحداً فقط كان يشغل بال وزراء التربية المتعاقبين، شيءٌ ما كان يشغل بال التلاميذ حين أداء الامتحانات، ولوحظ أيضاً لدى المراقبين في القاعات، فكان لا بد من كشف هذا الشيء الغريب العجيب.

هل عرفتم الآن يا أهل التلاميذ ويا أعزاءنا المراقبين لماذا تريد الدولة تركيب الكاميرات في قاعات الامتحانات؟

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع