هزّت المجزرة التي ارتكبها نظام آل سعود بحق 33 من أبناء القطيف، مشاعر الأحرار حول العالم، حتى وصل صداها إلى بعض المؤسسات الدولية التي أدانتها وشككت بصدقية المحاكمات وطريقة سحب الاعترافات من المعتقلين الذي أصبحوا شهداء بالقوة. من ينظر إلى هذه الإعدامات الوحشية يعتصر قلبه ألماً، ويسأل ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء؟ وهل هذه العقوبة تطبقها المملكة على الجميع؟
يوم الثلاثاء أعلنت السعودية إعدام 37 شخصاً ادعت ارتكابهم أعمالاً إرهابية والتجسس لصالح دولة معادية. وكعادتها السعودية لكي تبرز للعالم شفافية إعداماتها التي لا يشوبها أي تمييز بين مكونات المجتمع، تقوم بإعدام سنة وشيعة كونها لا تميز بين إرهابي وآخر حسب زعمهم طبعاً.
الشهداء 33 من القطيف، 17 منهم اتهموا بالتجسس لصالح إيران ونقل معلومات عسكرية حساسة تعرض أمن الوطن للخطر، وبث الأفكار الطائفية الضالة، والآخرون كانوا قد شاركو بمظاهرات حقوقية. ادعاء السعودية باطل ولا يوجد فيه أي منطق، فهل عالم دين ومهندس ورجل أعمال ومعلم وشباب لا يتعدى عمرهم 15 عاماً وقت الاعتقال قادرون على جلب معلومات عسكرية حساسة جداً، وهم أصلاً لا ينتمون لأي فصيل عسكري داخل المملكة؟ وهل أصبح خروج علماء الدين لتلقي العلوم الدينية في الخارج جرماً؟ أليس جزءاً من علماء السعودية يتلقون علومهم الدينية في الأزهر! أما تهمة نشر الفكر الضال، فهل في التشريع السعودي ما يمنع التبليغ الديني للمذهب الشيعي، أليس هناك علماء شيعة يخطبون بإذن من سلطاتكم؟ الهدف واضح تريدون نوعاً معيناً من الخطباء الذين يطبلون لآل سعود ولا يتحدثون عن الحقوق ولا يطالبون بها، فالذنب الذي اقترفه هؤلاء هو مطالبتهم بحقوقهم بالعيش الكريم، وقولهم الحق بوجه سلطان جائر، فكان عقابهم قطع الرؤوس والصلب.
أما عن تطبيق العقوبة على الجميع، فالكل يعلم بأن السعودية قامت بسجن دعاة من أهل السنة لعدم تناسب أفكارهم ودعوتهم مع نظام آل سعود، وبعد اعتراضهم على الممارسات والإصلاحات، لكن هؤلاء ما زالوا في السجون وسيتم اتهامهم بنفس التهم التي وجهت لبعض من اعدم من شهداء القطيف، فهل يجرؤ محمد بن سلمان على قطع عنق أي داعية منهم أسوة بعلماء الشيعة؟
الدم المسفوك ظلماً في القطيف لن يثني أحرار الحجاز عن المضي قدما بالمطالبة بحقوقهم، فالسيف لن يرهبهم ولن يكسر إرادتهم، بل هذه الدماء الطاهرة ستنير مشعل الحرية التي سيأتي يوم وتقضي على آل سعود وتجتثهم عن بكرة أبيهم.
المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع