للمناسبة وقعها.. ذو الفقار، سيف المقاومة، الشهيد مصطفى بدر الدين ما غاب ليحضر، لكنه اليوم كان صاحب الدعوة التي تحلقنا حولها مصغين لكلام السيد الأمين.. الكلام الذي مرّ بكل البلاد، محمّلا بالعاطفة نفسها، بالعزيمة ذاتها، وبالوعود الصادقة التي جعلت منا أبناء زمن الانتصارات..
يترقب العالم خطاب السيد نصر الله. يصغي إليه الأعداء قبل الحلفاء، الخائفون قبل المطمئنين.. 
لذا ننتظر الليلة نوبات الفزع التي قد لا تجد إلا موقع "تويتر" لاحتوائها والتعبير عنها،  
فجملة مثل "أجدّد لكم باسم اخوانكم في المقاومة الاسلامية أنّ الفرق والألوية الاسرائيلية التي ستفكّر في الدخول إلى جنوب لبنان ستُدمّر وتُحطّم وأمام شاشات التلفزة العالمية" لا تشكل تهديدا فقط للصهاينة. للأسف، ربّما هي تثير الرعب في قلوب "محليّة".. قلوب ارتضت على نفسها أن تتمنى سرًّا وجهرًا أن يتمكّن العدو الصهيوني من هزيمة المقاومة، وقبلت أن تكون ناطقًا باسمه، سواء كلّفها بذلك أم لم يكلّفها، وسواء علمت بما تفعل أو كانت ممّن لا يعلمون.
اللهجة التي تفيض عزيمة وثقة بالنصر، وبتغيّر موازين القوى لصالح المقاومة، بدت واضحة في كل تفاصيل الخطاب.. كعادته، يرسم السيد نصر الله خارطة المواقف التي تفصل بين الحق والباطل، فيصح القول إن كلامه هو فصل الخطاب السياسي في زمن كثرت فيه الأقاويل الرمادية وازدادت فيه وقاحة الاصطفافات التي تخدم الصهيوني مباشرة أو عبر الوسيط السعودي.. هذا الوسيط، الأداة، الجمع من الدمى الذي يتلذذ الأميركي بإهانته وإذلاله في كل مناسبة رغم ولائه المطلق له..
ومن هنا، بدت جملة الوعيد الصادق أن المقاومة قادرة على دخول الجليل الفلسطيني، كسيف يبتر كل الهرطقات الاعلامية والهلوسات التويترية التي من فرط عجزها تقرر أن تتخلى عن مزارع شبعا وأصحابها أشد العارفين بأن كلامهم هو كلام في الهواء "لا يقدّم ولا يؤخر"..
فيما كانت ولا تزال كلمات السيد تتجاوز الحدود، وتكسرها من اليمن إلى حلب، تضيء على المعركة التي بأصلها معركة واحدة ضد عدو واحد مهما تعددت تسمياته، يمر على القطيف أيضًا، يألم لوجع الاهل فيواسيهم بشهدائهم وهو العارف الذي اختبر وجع وعز أن يكون أب الشهيد.. يحذر اهل السودان والبحرين مما يُدبّر لهم، ثم يلقي نظرة وبسمة كأنها أمر الجهوزية للقتال، وان اشارت التقارير  الصهيونية إلى نقاط الضعف في الجيش الصهيوني، وبالمقابل ترصد نقاط القوة التي كرّسها لبنان بمقاومته وبعزيمة رجال من طينة مصطفى بدر الدين.. رجال سيماهم النصر، والشهادة دربهم، بل دربنا إلى عالم خال من الولايات المتحدة الأميريكية، ومن رجس بني سعود وبني صهيون..

 

 

المصدر: خاص شاهد نيوز

المقالات الواردة في الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر عن رأي إدارة الموقع